ترجمات

“الطائرة قصفت وأمي ماتت”: كلام أطفال شوهتهم الحرب السورية

يخبرنا أطفال سورية المشوهون بفعل القصف عن الحياة في بلادهم التي خربتها الحرب، وتظهر الحقيقة المؤلمة عن الحرب في البلاد في كل تجليات الرعب وذلك في سلسلة تقارير متلفزة للـ بي بي سي تقدمها الصحفية التلفزيونية أنيتا راني.

طفل سوري

عين مفقودة: أطفال يروون قصة حياة مروعة للحرب في بلادهم.

 

 

تقوم الممثلة عن كل من البرنامج التلفزيوني “ستريكتلي” ومجلة “كنتري فايل” الصادرين عن الـ ـبي بي سي بزيارة مخيم اللاجئين في الزعتري، على الحدود الشمالية للأردن مع سورية.

يواجه الأطباء معركة يومية أثناء المساهمة في إنقاذ أطفال مصابين في الحرب الشعواء الدائرة على بعد عشرة كيلو مترات

فقط. يعاني الأطفال بشكل متكرر من إصابات كبيرة في العمود الفقري ويبقى الكثير منهم مشلولين مدى الحياة.

محمد

محمد: يعاني الطفل من إصابة حادة في ساقه بعد تعرضه لشظية انفجار قنبلة

 

 

دُمّرَ حوالي ثلث المشافي السورية وهرب نحو نصف أطبائها، ما يعني أن مشافي الزعتري قد فاضت بالأطفال ذوي الحاجة الماسة إلى علاج ينقذ حياتهم.

وفي تقرير حديث من جزأين، بعنوان “مخيم اللاجئين: وطننا الصحراوي” يزور الطبيب جافيد عبد المؤمن مركزًا لإعادة التأهيل، وفي يوم وصوله يقوم فريق طبي بمساعدة أطفال مصابين في العمود الفقري، وعظام الفخذ، وأحدهم يحاول تفادي عملية بتر محتملة لساقه.

يعاني محمد، أحد ضحايا الصدمة، من إصابة حادّة في ساقه بعد اختراق شظية قنبلة انفجرت بها، وكان من أثرها شلل قدمه اليسرى.

سيواجَهُ القراء بصورة مؤلمة للطفل عند القيام بتبديل الجبس حول ساقه، إذ يجب أن يبقى جرحه العميق نظيفًا، لأن أيّ التهاب سيجبر الأطباء على عملية بتر الساق.

ساق محمد

صورة مؤلمة لتبديل الجبس على ساق محمد المصابة.

 

 

يقول محمد، وهو يتذكر الانفجار: “كنا في سيارة وجاءت طائرة فجأة وقصفت، فأصبت في ساقي وفقد أخي ذراعه، وأصيب بشظايا في معدته، وظهره، وفخذه، وقتلت أمي في الانفجار”. ويقول عبد الله، والد الطفل: “لم أكن مع عائلتي. علمت بالحادث عبر الهاتف، فقد كانوا في طريقهم إلى المستشفى حين توفيت زوجتي”.

ومن المرضى كذلك طفل بعمر تسع سنوات، واسمه محمد كذلك، وقد فقد عينه. يقول محمد، وهو يتذكر الحدث المرعب: “كنا نلعب حين انفجرت القنبلة”، ويضيف أبوه: “تلقى شظية في عينه، وخرجت العين من المحجر، وكان هنالك طبيب أجنبي أخبرني أن عينه فُقدت ولا يمكن معالجتها”. وكان على محمد الصغير البقاء في المستشفى إلى أن توضع له عين اصطناعية . حتى الطبيب جافيد أعرب عن صدمته ممّا شاهد.

عمالة الاطفال

عمالة الأطفال: عائلة الطفل الذي يعمل في إصلاح الدراجات الآلية ويكسب ما يعادل 50 جنيهًا استرلينيًا في الشهر.

 

 

يقول جافيد: “ما زلت مصدومًا لرؤية هذا العدد من الإصابات التي جاءت في مكان واحد، فقد تعرّض الجميع هنا إلى إصابة بفعل انفجار عنيف. انظر كم من المرضى يستخدمون الكرسي المتحرك، ليس هذا بالأمر العادي، وهو ما يعيدني إلى التفكير في هول ما يحدث، وكم يفوق الحدود التي عرفناها”.
خسر أكثر من 250 ألفًا من السوريين حياتهم خلال أربع سنوات ونصف من الصراع المسلح، الذي بدأ باحتجاجات ومظاهرات ضد الحكومة، قبل أن يتطوّر إلى حرب أهلية شاملة.

وأُجبر أكثر من 11 مليونًا آخرين على ترك بيوتهم في الأماكن التي اشتبكت فيها القوات الموالية لبشار الأسد مع القوات المعارضة له، إضافة إلى ظهور الميليشيات الجهادية ممّا يُدعى “الدولة الإسلامية”.

ويرفع المشهد الغطاء عن تشغيل الأطفال كأمر شائع في مخيمات اللاجئين في الأردن، إذ يحرم حافظ، وهو شاب في سن المراهقة، من تعليمه، حيث تحتاج عائلته إلى عمله ليلبي متطلباتها، ويقوم الشاب في عمر خمس عشرة سنة بإصلاح الدراجات الآلية لكسب القوت، ويجني ما يعادل 50 جنيهًا إسترلينيًا في الشهر.

يقول حافظ “ما أقوم به أفضل لي ولعائلتي، ولكن ليس لمستقبلي” وتقل أعمار نحو نصف القاطنين في المخيم عن ثماني عشرة سنة، ولا يذهب ثلث هؤلاء إلى المدارس.

وتحوّل أكبر مخيم للاجئين السوريين في الأردن الآن إلى مدينة نامية، إذ يسكنه نحو 80,000 نسمة.

وبعد أربعة سنوات على إنشائه ليكون بيتًا للسوريين الهاربين من الحرب الأهلية، يحتوي مخيم الزعتري على سكان مساوين في العدد لسكان مدينة البعث.

وما بدأ على شكل مجموعة من الخيام تحول الآن إلى 24,000 بيتًا، وهناك الكثير من المحلات التجارية، وأحد عشر مستشفى وتسع مدارس. وخلال سنة واحدة سيحصل كل المقيمين في المخيم على مياه جارية.

دهشت أنيتا راني، مقدمة البرامج التلفزيونية (الصورة أدناه)، حين وصلت إلى المخيم بهدف تصوير سلسلتها الوثائقية الجديدة إذ مشت بمحاذاة الشارع العلوي الرئيس، ووجدت محلّات لبيع الألعاب، والملابس، وتصليح الدراجات الآلية، والهواتف النقالة. وازدادت صدمتها حين علمت بوجود محل لبيع فساتين الزفاف المستعملة يبيع قصّات بأكتاف مكشوفة منها.

لم تكن هذه سوى بعض الأمثلة من أصل ثلاثة آلاف محلّ عمل أقامه الناس القاطنون في الزعتري. تقول أنيتا: “لم يكن ذلك ما توقعته على الإطلاق، أحاول فقط أن أفهم حجم هذا المكان، فهو ضخم، محلّ بعد محلّ؛ لا أشعر أنني في مخيم للاجئين مطلقاً”.

هنالك كذلك اثنان من محلات السوبر ماركت، ولكل لاجئ قسيمة بقيمة عشرين جنيه إسترليني شهريًا لشراء حاجاته منها. تقول أنيتا: “كان يخيل لي أن الأمور في مخيم للاجئين أقل تنوعًا وتعقيدًا من ذلك”.

أنيتا راني

الصحفية أنيتا راني، وهي تشهد الحقيقة المروعة للحرب الأهلية.

 

 

“لكنك تجد هنا أنواعًا عديدة من الخضار والفواكه الطازجة، والتمور، وزيت الزيتون” أجبرت الحرب الأهلية في سورية الكثير على ترك بيوتهم ومهنهم الأصلية وراء ظهورهم، لكنهم يعيدون بناء حياتهم في مخيم الزعتري.

يروي أحد الآباء قصة هروبه وعائلته من وطنه إلى أنيتا؛ قال: “كانت المعاناة شديدة ومريرة، فقد كانت حربًا شديدة القسوة، وقد نجوت وأطفالي وزوجتي من موت محقق”.

يقوم نحو 60 في المئة من السكان ممّن هم في سن العمل بأعمال تكسبهم رزقهم، وأضافت أنيتا: “على الرغم من وجود نواقص كثيرة في شروط الحياة هنا، وتمنّي الجميع العودة إلى سورية، لكنّ ذلك لم يمنع الناس من الحياة بقدر ما يمكنهم هنا”.

يقوم بتمويل المخيم كل من الحكومة الأردنية ووكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى جانب ثلاثين من المنظمات الخيرية، ويكلف المخيم نحو ثمانية ملايين جنيهًا إسترلينيًا في الشهر.

 

 

‘The plane struck and mum was dead’ Maimed kids tell of Syria civil war horrorعنوان المادة الأصلي بالإنكليزية
               أنيتا راني                     Anita Raniاسم الكاتب بالعربية والإنكليزية
 صحيفة ديلي ستار the daily starمصدر المادة أو مكان نشرها الأصلي
 July, 17th 2016تاريخ النشر
 http://www.dailystar.co.uk/news/latest-news/530630/maimed-children-Syria-civil-war-The-Refugee-Our-Desert-Home-BBC-Two-TV-programme-ISISرابط المادة
مروان زكريااسم المترجم

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق