سورية الآن

مركز حرمون: معارضون سوريون يناقشون العملية السياسية والمفاوضات

28 تموز/ يوليو 2016

ورشة العمل التي نظمها مركز حرمون للدراسات المعاصرة في 27 و28 تموز/ يوليو 2016
حول “العملية السياسية في سورية والمفاوضات الجارية”

نظّم “برنامج المبادرات السياسية” في مركز حرمون للدراسات المعاصرة في الدوحة ورشة عمل يومي 27 و28 تموز/ يوليو 2016 حول العملية السياسية في سورية والمفاوضات الجارية؛ وقد حضر الندوة 22 مشاركًا، بينهم عدد من شخصيات المعارضة السورية المنخرطة في العملية السياسية من “الهيئة العليا للمفاوضات” و”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة”، وقوى سياسية أخرى، إضافة إلى بعض الشخصيات المستقلة والخبراء.
وتأتي هذه الورشة في سياق قيام مركز حرمون للدراسات المعاصرة بإعداد دراسة شاملة حول الحل السياسي في سورية، تسمح بإخراجه من دائرة الشعارات والمقولات العامة إلى الاهتمام بالبرامج التفصيلية، وقد عمل المركز خلال الفترة الماضية على إعداد البنية الأساسية لهذه الدراسة، ويقوم حاليًا باستشارة عدد كبير من الباحثين والسياسيين للمساعدة في إنجازها.
خصّصت ورشة العمل جلساتها في اليوم الأول لتقويم العملية التفاوضية بين وفدي المعارضة والنظام، وقد تناولت أوراق المشاركين ومناقشات الحضور موضوعات عدة: تقويم جولة مفاوضات جنيف2 والدروس المستفادة، تقويم جنيف3 وأداء المعارضة التفاوضي من الجوانب المختلفة، السياسية والإعلامية والدبلوماسية، وأهمية إجراء تقويم دائم بعد كل جولة مفاوضات، وأهمية التحضير الجيد لكل جولة تفاوضية.
كما جرت مناقشات حول أداء مؤسسات الثورة والمعارضة وسبل تطويرها، وطُرح عدد من المقترحات العملية التي تحتاج إلى متابعة ودراسة. وجرى التأكيد في هذا السياق على أهمية تطوير العمل المؤسسي، والاستعانة بذوي الاختصاص، وتكوين الفرق الاستشارية، والعمل بروح الفريق. وجرى التأكيد أيضًا على أهمية وضع استراتيجية للمعارضة على قاعدة الاستقواء بالسوريين، والعودة إلى المجتمع السوري، وأخذ الواقع المعقد واحتمالات تطوره في الحسبان، ووضع سياسات تُرسم وفق منظور شامل؛ كما طرحت أيضًا أفكار تفصيلية بهدف تجاوز عيوب العمل المعارض، مثل التركيز على أهمية إنشاء وكالة أنباء ووسائل إعلام معتمدة من جانب المعارضة، وتنطق باسمها رسميًا، ما يخفف من الفوضى الإعلامية السائدة.
ناقشت الورشة أيضًا المناخ السياسي السوري والإقليمي والدولي المحيط بالمفاوضات وبالقضية السورية عمومًا، وسياسات اللاعبين الإقليميين والدوليين تجاه الصراع الدائر على أرض سورية، والذي تحول إلى صراع محلي وإقليمي ودولي، بعد أن اصطدمت الثورة السورية بمصالح الدول التي لا يكترث معظمها بدماء السوريين. وناقشت كذلك دور الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص، السيد ستيفان ديميستورا، ومحاولات تجاوز بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن عبر ترتيبات ثنائية أميركية-روسية تتعارض مع إعلان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وركز المشاركون على أن ما يجري حتى الآن هو مشاورات وليس مفاوضات، وأن النظام وحلفاءه يرفضون أي حلّ سياسي، ويعملون وفق استراتيجية الحل العسكري كخيارٍ وحيد.
في اليوم الثاني، خصّصت ورشة العمل جلساتها لمناقشة أهمية إنجاز تصور سوري تنفيذي مفصّل حول الحل السياسي الممكن في سورية وفق بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن واجتماعات فيينا وميونخ، بهدف بناء رأي سوري وطني، وتأكيد دور السوريين، أصحاب القضية، في تحديد مستقبل بلدهم، والإجابة العملية عن أسئلة كثيرة، والرد على الادعاءات التي ترى استحالة أي حلٍّ سياسي يقوم على فكرة الانتقال السياسي في سورية وفق إعلان جنيف وقرارات مجلس الأمن، وأكد المشاركون في الورشة على التزام هذا الحل بوصفه الطريق الوحيد الممكن، إن أردنا منع تقسيم سورية، والحيلولة دون تحولها إلى دولة فاشلة تسودها الفوضى، ويعشِّش فيها الإرهاب.
وتشير عناوين هذا التصور إلى أنه سيشمل العديد من النقاط، بدءًا من تحليل عميق للوضع العسكري والسياسي والاجتماعي لكل من المعارضة والنظام، وسياسات اللاعبين الإقليميين والدوليين، والسيناريوهات المحتملة لتطورات الأوضاع في سورية، والعوامل المحلية والاقليمية والدولية المحدِّدة لهذه السيناريوهات، إضافة إلى وضع تصور مفصّل لشكل هيئة الحكم الانتقالي، وبقية مؤسسات إدارة المرحلة الانتقالية، والسمات العامة للنظام السياسي المقبل، ومجموعة واسعة من الموضوعات التي تغطي المرحلة الانتقالية من جوانبها المختلفة، والتي تضمن عودة الاستقرار، وضمان وحدة سورية أرضًا وشعبًا، حتى الوصول إلى الوضع الدائم.

المكتب الإعلامي لمركز حرمون للدراسات المعاصرة
المصدر

مقالات ذات صلة

إغلاق