قال رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية، جون برينان، في تصريحات أدلى بها في منتدى “أسبين” الأمني السنوي: إنه غير متفائل بشأن مستقبل سورية، وأشار إلى أنه لا يعرف ما إذا كانت سورية ستعود موحدة مرة أخرى، أم ستبقى على وضعها الحالي، بعد خمس سنوات من الحرب، وشدد في الوقت نفسه، على أن بشار الأسد فقد الشرعية، وأنه على روسيا أن تتفهم أنه لا يمكن تحقيق تقدّم في الأزمة السورية إلا برحيله، لكنه استدرك، فقال: إن الولايات المتحدة لا تُطالب برحيله فورًا، بل بطريقة تسمح بالإبقاء على مؤسسات الدولة السورية حتى تتمكن من إعادة بناء البلاد.
إلى ذلك، وبعد إعلان النظام السوري، وحليفته روسيا، عن عملية إنسانية مشتركة في حلب، وفتح ممرات إنسانية في المدينة، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري: إن بلاده تسعى للتحقق من مدى صدق الخطة التي أعلنتها روسيا عن بدء عملية إنسانية في سورية، مشيرًا إلى أنه إذا اتضح أنها خدعة، فقد تعصف بالتعاون بين موسكو وواشنطن بما يخص الشأن السوري.
وعبرت الأمم المتحدة عن شكوكها بشأن الخطة الروسية – السورية، بينما عدها مسؤولون أميركيون محاولة لتفريغ المدينة من سكانها؛ ليتسنى للنظام السوري السيطرة عليها، وحذّر عدد من المعارضين السوريين من أن سيطرة النظام على حلب التي تُعدّ من أكبر المدن السورية، سيمنحه أكبر انتصار له في خمس سنوات من القتال، وستؤدي إلى تغيير في موازين القوى، ومن جانبها أكّدت المعارضة السورية أن الهدف الروسي – السوري هو تغيير التركيبة السكانية، وتهجير قسري يرقى إلى جريمة حرب.
تحدثت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية عن أن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، ستأمر بمراجعة شاملة للاستراتيجية الأميركية في سورية، كمهمة أولى لرئاستها، في حال فوزها في الانتخابات، وأوردت الصحيفة، في تقرير لها، عن مستشار كلينتون للسياسة الخارجية، جيريمي باش، قوله: إن كلينتون ستصعّد الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق وسورية، وستعمل، في الوقت نفسه، على طرد الرئيس بشار الأسد من السلطة، وأوضح باش: إن إدارة كلينتون لن تتوانى عن كشف طبيعة نظام الأسد الحقيقية للعالم، الذي ينتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي، ويستخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه، إضافة إلى قتله مئات آلاف من الناس، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال.
وأضافت الصحيفة: إن إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، حاولت التحالف والعمل مع روسيا، الداعم الرئيس لنظام الأسد من أجل محاربة تنظيم الدولة، وتخلت عن خطابها المُطَالب برحيل الأسد عن السلطة، مشيرًا إلى أن إدارة الرئيس أوباما، يتصرف بهذه الطريقة لحماية إرثه، خلال الأشهر القليلة المتبقية له في الرئاسة، وقالت: إن الرئيس أوباما يخشى من وقوع أي حادثة داخل الولايات المتحدة من قِبَل القاعدة؛ لأن ذلك سيؤثر ويدمّر إرثه الذي حققهٌ خلال وجوده في رئاسة أكبر دولة في العالم.
كل هذه الأسباب تدل على المفارقات والتناقضات التي أنتجتها الإدارة الأميركية، وتجسدت في تصريحات، وطريقة تعامل، كبار مسؤوليها، بدءًا من الرئيس، باراك أوباما، مرورًا بوزير خارجيته، جون كيري، وصولاً إلى السفير السابق في سورية، روبرت فورد، الذين لطالما أدلوا بتصريحات، تقول إن الأسد فاقد الشرعية و عليه الرحيل، إلا أن واقع الأمر يختلف عن ذلك، فتعامل الإدارة الأميركية مع المسألة السورية كان -وما يزال- متناقضًا؛ فهي تساند الثورة السورية قولًا، ولا تفعل شيئًا لدعمها ونصرتها من الناحية العملية، أو لوقف القتال في سورية، أو لجهة مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على النظام السوري لوقف استخدام الأسلحة الفتّأكة والعشوائية والمحرمة دوليًا، ولا للسماح لتركيا بإقامة منطقة عازلة، وبالطبع لا لجهة دعم المعارضة بالسلاح ومضادات للطيران التي تُحدث الفرق على الأرض.