قضايا المجتمع

رياض الأطفال السورية في تركيا ضرورة تنغّصها السلبيات

يعاني الأطفال السوريون في تركيا من صعوبات في التعلّم؛ بسبب عزلتهم وانقطاعهم عن الأجواء الاجتماعية والأسريّة، فيلجأ الأهالي إلى تسجيلهم في روضات سوريّة؛ لتحفيزهم على التعلّم والنطق والاندماج الاجتماعي، بالإضافة إلى إمكانيّة تركهم في مكان آمن طوال ساعات العمل للأمهات العاملات.

 

حالُ مدراس رياض الأطفال كبقية المدارس السوريّة الخاصة، تعتريها مشكلات متعدّدة، يأتي في مقدمتها عدم الاعتماد على أهل الاختصاص، والاستعاضة عنهم بالمتوفّر من نساء محتاجات لفرصة عمل، وهو ما أكّدته “إيمان. ي”، المشرفة في روضة سورية، في حديثها لـ (جيرون) “نحن بحاجة لفرصة عمل، ولدينا أطفال، لم ندرس في الجامعة، ولكن الخبرة العمليّة مع أولادنا علمتنا الكثير”.

 

في سياق متصل أكدّت “سنا. ي”، وهي معلّمة في روضة سورية أن الأطفال السوريين في تركيا متأخرون بكل المهارات، ويلزمهم تحريض وجو اجتماعي كي يتعلموا، وقالت: “هناك مشكلة عامة في النطق عند الأطفال السوريين، لدينا حالات كثيرة في تأخر الكلام، ويُسجّل الأهالي أولادهم في الروضة؛ بهدف اكتساب مهارات اللغة والحديث بالدرجة الأولى”.

يُشدد كثيرون على أهمية وجود مدارس رياض أطفال للسوريين في تركيا؛ لأنها ضرورية للمرأة العاملة، وفي هذا المعنى، قالت “أسماء. ع”، وهي أم لطفلين: “إن تجربه رياض الأطفال السورية في تركيا، وعلى الرغم من مشكلاتها تُعدّ جيّدة؛ فهي تحلّ أزمة عدد لا بأس به من الأمهات العاملات، فأغلب السوريات هنا بلا أقارب أو صلات اجتماعية، ولا يوجد إمكانية لوضع الأطفال إلا في هذه المدراس”.

 

السلبية الكبرى التي تعاني منها هذه المدارس، هي المكان غير المجهّز، ففي بعض الأحيان، يقوم صاحب المشروع باستئجار مكان غير صحي، ولا يناسب الأطفال، كأقبية لا تدخلها الشمس أو محلات ضيّقة؛ ما يتسبّب بإصابة الأطفال ببعض الأمراض، وتكون العلّة غالبًا بأن أجرتها أقل من غيرها، ولا توجد أسس ومعايير تُلزم صاحب المشروع بشروط وقواعد لاستئجار مكان صحي للأطفال، يُضاف إليه وضع أعداد كبيرة من الأطفال في الغرفة نفسها، مع عدد قليل من المعلّمات أو المشرفات، وفي هذا الشأن أكدّت “أسماء” أن “دخل المعلمات السيئ يساهم -أيضًا- في قلة اهتمامهن بالعمل، فعدد ساعات الدوام، والمجهود المبذول مع الأطفال لا يتناسب مع الراتب”.

 

ميزّت أسماء، بين نوعين من الروضات التركية، مشيرة إلى نوع جيّد، يستقبل الأطفال السوريين بتكلفة معقولة (ما يعادل 100 ليرة تركية) شريطة أن تتجاوز أعمارهم الـ 4 أعوام، وروضات تركية أخرى تستقبل أطفالًا صغارًا، من 6 أشهر فما فوق، تكلفتها عالية جدًّا تفوق الـ 700 ليرة تركية ما يعادل 225 دولارًا أميركيًا، “وهذا المبلغ لا يتناسب أبدًا مع أوضاع السوريين هنا” وفق تأكيدها.

 

ووفق أهالي سوريين سجّلوا أطفالهم بروضات تركيّة، فإن درجة انسجام واندماج الأطفال السوريين ليست جيدة عمومًا، بسبب اللغة أولًا، وبسبب اختلاف العادات، وعدم الاهتمام الجيّد من كادر العمل التركي بالأطفال السوريين ثانيًا، ويُعدّ كثير من الأهالي أن الروضات التركيّة الخاصة مشاريع تجارية بحتة، لذلك، يفضّلون وضع أطفالهم في الروضات السورية على الرغم من مساوئها.

 

لا توجد احصاءات دقيقة لأعداد مدارس رياض الأطفال السورية في تركيا، وتقوم الحكومة التركية بغض النظر عن أي مشروع تعليمي للأطفال الصغار، في محاولة منها لتسهيل أمور السوريين في تركيا، وتيسير شؤونهم، وفي الوقت الذي بدأت فيه الحكومة التركية باتخاذ إجراءات مشدّدة؛ لإغلاق المدراس السورية الخاصة كافة، والتركيز على العامة للانتهاء من حالة الغش والاستغلال التي يتعرض لها الأهالي وأبناؤهم، تبقى الأنظار معلّقة على خطوات فعلية وملموسة، من الجهات التركية، للإشراف على مشاريع الروضات السورية التي يحتاجها السوريون، وتحل قسمًا كبيرًا من معضلاتهم.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق