1/
هَكذا يصحو،
مُكتسيًا عُشبَ النارِ
صَاعقةَ الدَم ..
يَتعثرُ التاريخُ بِشهقتهِ
يكونُ لظل الأشياء ذاكرةً
وللشَمسِ.. شَهوةَ الغياب.
يَعبرُ بالأرق جُثةِ السُؤال
يُطالع هجرةَ الروحِ في انفعالاتِ العدم
ويَتَهجاه المَصيرُ جُرحًا
ازهرَ في صدعِ الكبريِاءْ.
2/
ذلكَ لأنكَ تطمئنُ إلى دَمي
اغَترفْ أبديتكَ من هذا النهر
تَشظى في حَدقةِ الشَيطانْ
وهَندسني نَجماً يَحرقُ
مَفاصِلَ الفراغ.
سَتأتيْ كَرمادٍ يتخبطُ
مُنهزمًا في الريحْ ..
وسَنأتي كَنصلِ الضَوءْ
فِي خَاصرةِ السَحابْ
نَقتلعُ جُذورَ العَتمةِ منْ وطنٍ
يَتمزقُ على أعَتابهِ فمُ الكَلامْ
يروون لأذُنيهِ أولَ الصُراخْ
ولبراريهِ أولَ الانعتاق ..
3/
أيُّهذا الصوت المنفى
لم نَبتكر لليباس غيرَ طُفولة الماء
طَرقتْ صُدورَنا الغيمةُ
فَمضينا.. مثلَّ غَابةٍ منْ شَمع
يتموّجُ فيْ عُيونِنا انتحارُها.
لو أنَّ وجوهَهُم تتساقطُ بعيدًا عن لَجَّةِ البكاء
لأخرجَ من هذا الاحتضار
بروقًا في شُحوبِ الوقتِ والشَجرْ.
4/
أَتُنذرُني بأنَّ. .
للريحِ أصابعُ تعبثُ بالأزل
تَرتديْ حالةَ الموتْ
لِنبوءةٍ هَشةٍ تُقيم ..
فيْ عَصبِ الأجنِحةِ فَلكًا
تَتآصرُ وصِيغةَ الخراب
تَتكئُ على أسَمائِنا
وتَصعدُ مُصادفةً الله!
5/
مَا كُنتُ فيْ عُزلةِ الأزرقِ أترتّلُ..
أستدعي ما لا يُلاقيني
ولستُ أتعالى تَعويذةً عَصيةً
فِيْ ثَنيةِ السماء. .
وإنَما يِهبطُ إليَّ العُمقُ يردّدُ مداه
فَآخذُ هَيئةَ الصدى
فيْ أنحائي يَشتعلُ الطير
يَخرجُ الوقتُ امتِدادًا يَقِظًا
يعودُ بي انكسارًا في لونِ صُبح مضى
يَحصدُني منْ جَسدِ التيه
ولا تُغادرنيْ رائحةُ الموسيقى .
6/
أيا كلمةً أتمددُ فيهِا ولا أصلْ
تسلُكُ أقاصي ثَورتي والجَحيم .
لا تُصغي إليكَ النافذة
تفرشُ الفضاءَ تهويدةً للفقد
وخُطاك فاتحةٌ لهذا السديمْ
لذيّاكَ التعبْ
تَتلاشى في لعنةِ النشوء
إشفاقًا على رُكام المَعنى .
7/
لَيسَ معيْ غيرُ اليَمام
خاشعًا يخفقُ بِالبراءةِ
يَتطايرُ منهُ اللهَب ..
كأنَّ لِهذا أتقمصُ وشمَ القيامةِ
على جِلدِ ماء
لأسَتشرفَ ضِفةَ الغَرقْ .
8/
اخَذتَ مِنيْ أشَكالي
أروحُ أو أجيءَ.. أصَطدمُ بالهواء.
أتَخلعُنيْ مِنْ السَماء ضلعًا في إثرِ ضلعْ
تُدحرجُ فيْ أوردتيْ فَصاحة الشّهُب؟
إني أقفُ بينيْ وموتَكَ..
أنجذِرُ منْ مَرايا النَوحِ قَتيلَة الخوف
تَهدِمُ جِدارَ الكَلمة..
تَهدمُنيْ فَلا فَضاءَ بعدُ
ليَرثيكْ.
9/
أنا ارتجف..
..
..
..
10/
يفصلنا وحيٌ يكشفُ هَواجسَ وجهينا
يَنفذُ وجعًا نحيلًا إلى الحُلم
لم يزل ينمو أبعدَ من القلق
هَا هُنا أتفتحُ ..
للأكثرِ عُلوًّا وحُزنًا
وأرتدي حالةَ الله.
وإذ تفيضُ الخُطا بالعماء
فهَذا دَميْ
إليكَ دَمي ..
احفر ملامحكَ في هذهِ الهاوية
ولْيسقُطِ العالمْ وحيدًا ولانهائيًّا
لعلّكَ في زَهوةِ السُقوطِ..
في الموتِ تَلقاني.