تحقيقات وتقارير سياسية

مذبحة صامتة في منبج ونذر كارثة إنسانية

تشهد مدينة منبج، أكبر مدن ريف حلب الشرقي، مجازرَ ووضعًا إنسانيًا مزريًا، حيث بات الوضع ينذر بكارثةٍ إنسانيةٍ كبيرة، بسبب الحملة العسكرية التي تشنها ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” الكردية، بإسناد من طيران التحالف الدولي، منذ بداية الشهر الماضي، والهادفة إلى السيطرة على المدينة الخاضعة لتنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، في ظل تكتيمٍ إعلاميٍ من معظم وسائل الإعلام المحلية والدولية، وأدت حملة القصف العنيفة من طيران التحالف الدولي الى استشهاد 200 مدنيًا، على الأقل، في قرية التوخار التابعة لمدينة منبج خلال يوم واحد.

 

أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة بعنوان: #منبج_تباد، بهدف كشف حقيقة المجازر والوضع الإنساني الكارثي في المدينة، حيث يؤكد الناشطون أن التغطية الإعلامية المحلية والدولية، لما يحدث في مدينة منبج، لا تتلاءم -أبدًا- مع حجم الكارثة الإنسانية، والمجازر اليومية التي تُرتكب في المدينة.

 

واتهم الصحافي السوري، أيمن محمد، وسائل الإعلام بالتواطؤ على قتل المدنيين في منبج، وقال لـ (جيرون): ” وسائل الإعلام المهتمة بتغطية الشأن السوري كافة، كانت شريكًا أساسيًا في المجازر التي ارتكبتها أطراف الصراع في مدينة منبج، بسبب عدم إيلاء القضية أي تغطية إعلامية، فما يحدث في منبج لا يقل فظاعةً عما يحدث في مدينة حلب، ومدينة داريا بريف دمشق، لكن التغطية الإعلامية اقتصرت على ما يتناقله ناشطو المنطقة في نطاقٍ ضيقٍ ومحدود، على الرغم من هول الكارثة، في ظل تجاهلٍ كامل من وسائل الإعلام المحلية منها والعربية”، وأضاف: “وسائل الإعلام، وخاصة التلفزيونية، تجاهلت ما يحدث في مدينة منبج من انتهاكات بحق المدنيين المحاصرين، سواء من قبل التحالف الدولي، أم من ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية”، أم تنظيم الدولة الإسلامية”.

 

وتابع: إن التحالف الدولي “أوعز لسورية الديمقراطية بالإسراع في إنهاء المعركة، مهما كانت التكلفة، وهذا دليلٌ على أن وقت المجازر المسموح بها قليل، وعليهم إنهاء مهمتهم خلال فترةٍ وجيزة؛ لعدم تسليط الضوء على ما قد يواجه أكثر من 200 ألف مدني في المدينة المحاصرة”.

 

من جهته عدّ الناشط السياسي، حسن النيفي، ما يحدث في مدينة منبج إبادةً جماعية، في ظل تطويق المدينة من جهاتها الأربع، وقال: “إن عدم ترك أي فرصة لهروب عناصر داعش الذين يتخذون من المدنيين دروعًا بشرية، يجعلهم مجبرين على قتال الشوارع والهجمات بالسيارات المفخخة، والتي غالبًا ما تتسبب بسقوط عدد كبير من المدنيين، في حين تتسبب غارات طيران التحالف بسقوط عشرات الشهداء؛ بسبب الاكتظاظ السكاني الكبير للمدينة، وحصر المدنيين في مناطق ضيقة؛ بسبب لجوئهم إلى مناطق أكثر أمنًا عن مناطق الاشتباكات”.

 

من جهته يؤكد الناشط، منيف الطائي، أن مشكلة المدنيين الآن في منبج، هي “قصف الطيران وضيق المساحة المتبقية، حيث تضيق مدينة ‫‏منبج -أكثر فأكث-ر مع تقدم ميليشيا(قوات سورية الديمقراطية)، حتى أصبحت مداخل البنايات مسكنًا للنازحين، وأصبح البيت الواحد يحوي عدة عوائل، في حين يطلق مقاتلو “داعش” النار على أي مدني يحاول الخروج، وقصف الطيران أهلك العباد؛ فلم يعد هناك رحمةً لا أرضًا ولا سماءً، كما قال لـ (جيرون).

 

يُذكر أن مدينة منبج التي تعدّ أكبر مدن ريف حلب، يغلب عليها العرب الذين يشكلون تقريبًا 90% من السكان، بينما يشكل الشركس والتركمان والأكراد 10% من سكان المدينة؛ لذلك هناك مخاوف من محاولات التهجير من قبل ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” الكردية، بهدف إحداث تغيير ديموغرافي.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق