تحقيقات وتقارير سياسية

أحرار الشام: إعلان النصرة فك الارتباط أزال العوائق أمام الجيش الموّحد

أكدت حركة أحرار الشام الإسلامية أن فك ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة، كان دائمًا العائق الأكبر أمام تشكيل جسمٍ موحد، يجمع فصائل المعارضة المسلحة. وجاء ذلك في تصريحات صحافية لأحد قادة الحركة قبل أيام، مضيفًا أن الحركة حثت الجبهة، في أكثر من مناسبة، على الإسراع في اتخاذ هذه الخطوة، وفتح الطرق أمام توحيد الجهد العسكري على التراب السوري بكامله.

 

ربما تأتي توضيحات الحركة تأكيدًا إضافيًا لمدى عمق المراجعات داخلها، نظريًا وفقهيًا، وقادت نحو تحولها من (مشروع أمة إلى ثورة شعب)، ما يعني تخليها عن المشروع الإسلامي بأبعاده الأممية، والاقتراب أكثر من الوطنية السورية؛ وهذا ما يرجعه بعض المراقبين إلى براغماتية متطورة لدى قيادة أحرار الشام، ومن جهةٍ أخرى، إلى اتجاهٍ نامٍ عند بعض الدول الإقليمية؛ لتجهيز الحركة -إن صح التعبير- كإحدى أبرز الواجهات السياسية العسكرية ما بعد النظام القائم.

 

وفي حال تمت مقاطعة تصريحات الحركة هذه، مع تصريحات سابقة، تحدثت عن التجهيز لمعركة كبرى، تهدف إلى تحرير مدينة حلب (شمالي البلاد) تحريرًا كاملًا، نجدها تؤكد أن الوضع الميداني داخل المدينة، بعد أن أطبقت قوات النظام الحصار على الجزء الشرقي منها، بات يفرض -أكثر من أي وقت مضى- تنفيذ عمل عسكري مُنظم تشرف عليه قيادة مركزية، قبل أن تصل الأمور إلى احتمالات، تجعل مواجهة مصير مماثل للقصير بريف حمص ممكنة.

 

لم تقتصر دعوات توحيد الفصائل العسكرية على حركة أحرار الشام، إذ صدرت دعوات مشابهة من الغوطة الشرقية بريف دمشق، عطفًا على قرار النصرة الأخير، تطالب بالمزيد من الخطوات نحو تحصين الصف الداخلي، إلا أن ناشطي الغوطة أكدوا أن هذه المسألة -حتى اللحظة- لم تتعدى حدود البيانات، مشيرين إلى حالة من انعدام الثقة بين فصائل المنطقة؛ ما يترك كثيرًا من الملفات معلقة، أهمها: المكاتب الأمنية وصلاحياتها وأماكن انتشارها، فمنذ الإعلان عن إنهاء القتال بين جيش الإسلام من جهة، وفيلق الرحمن وجيش الفسطاط من جهةٍ أخرى، لم يبادر أي طرف في إعادة تطعيم الجبهات بعناصر مشتركة، بل ذهبوا -جميعًا نحو سحب عناصرهم من نقاط المواجهة مع قوات النظام، وتعزيز مواقعهم على خطوط التماس مع الفصائل الأخرى.

 

تبدو فرص تشكيل جسم عسكري موحد للفصائل العسكرية محدودةً حتى اللحظة، خاصة إن كان الحديث عن جيشٍ موحد بقيادةٍ مركزية تدير المعارك على الجغرافيا السورية كاملة، وربما يجد فرصًا أفضل في حال تم العمل على تشكيلات موحدة في المناطق الأساسية، بمعنى تشكيل موحد في الشمال والساحل، وآخر في الوسط والعاصمة، ومماثل في الجنوب، كمدخلٍ لتأسيس قيادة مركزية تدير هذه التشكيلات وتنسق فيما بينها بوصفها خطوة أولية نحو واجهة عسكرية واضحة ومقبولة من المجتمع الدولي، تساعد بشكلٍ أو بآخر في دعم وتعزيز واجهة سياسية مماثلة، آخذين في الحسبان مصالح الدول الإقليمية الفاعلة وتداخلاتها في مختلف الجبهات؛ ما يمنح العامل الذاتي هوامش أكبر للمناورة، وقدرة على إعادة صوغه المعارك، بشكلٍ يقترب أكثر من مفهوم الخرائط الجيوسياسية التي يعمل عليها النظام وحلفاؤه، وأطراف دولية أخرى.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق