تحقيقات وتقارير سياسية

سوريون: ورشة عمل حول (القضية) الكردية شجّعت على الحوار للبحث عن حلول متوازنة

بعد اختتام ورشة العمل التي أقامها (مركز حرمون للدراسات المعاصرة) في العاصمة الألمانية برلين، حول (القضية) الكردية في سورية، بحضور مجموعة من الباحثين والمثقفين والسياسيين السوريين المقيمين في الاتحاد الأوروبي، أكّد المشاركون فيها على أهمية مثل هذه الندوات والاجتماعات، وضرورتها للتشجيع على الحوار بين السوريين، وتحريضهم للبحث عن حلول متوازنة قابلة للتنفيذ، عبر طرحها للرأي العام للنقاش.

من جهته، أكَّد الباحث سمير سعيفان، عضو مجلس أمناء مركز حرمون للدراسات، في تصريح لـ (جيرون)، أن ورشة العمل هذه “حققت -بشكل عام- نجاحها المتوقع”، وأشار إلى أن المشاركة “كانت جيدة”، موضحًا، في الوقت ذاته، أن منصة الحوار السورية من خلال (صالون هنانو) “لن تضع حلولًا للقضية الكردية، ولكنها ضرورية لفتح حوار؛ من أجل التمهيد للدخول في القضايا التنفيذية، وليرى السوريون أين هي نقاط الاتفاق، ونقاط الخلاف، في ما بينهم، وهذه اللقاءات هي محاولات لتضييق نقاط الخلاف، واستقراء نقاط التوافق التي يمكن البناء عليها”.

وأشار سعيفان إلى أن هذه الندوة “سيتم متابعتها بمجموعة من الجلسات الحوارية الشهرية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد وضع المكونات والشروع في بحثها، وستكون هناك جلسات أخرى كل ثلاثة أشهر، وستُطرح النتائج عبر وسائل الإعلام للحوار المفتوح”.

في حين وصف المحامي ميشيل شماس لـ (جيرون) الحوار في مرة العمل بـ “المهم”، لكنّه نوّه، في الوقت نفسه، إلى وجود “قضايا أكثر خطورةً في الوقت الراهن، فالمهمة الأساسية بالنسبة لنا وللسوريين اليوم، هي إيقاف الدماء التي تسيل في سورية، وإيجاد صيغة تفاهم، قبل أن يُفرض علينا حلٌّ من قبل الأميركان والروس، لأنهم يُعدّون العدة لوضع رؤية سياسية لا تُراعي مصالح السوريين”، ومن هنا عاد ليؤكد أهمية الحوار، فقال: “هذا لا يعني أن الحوار مهم جدًا، إذ ينبغي لنا أن نلتقي، بمختلف توجهاتنا واختلافاتنا، لنبحث بجرأة وصراحة ما نعانيه، ولنطرح كل المشكلات على الطاولة؛ لسحب كل الذرائع، تمهيدًا لوقف شلال الدم الذي يجري في سورية”.

وفي تصريحه لـ (جيرون)، أشاد الكاتب الصحافي، عبد الوهاب بدرخان، بكل المبادرات والجهود الحوارية التي يقوم بها السوريون أنفسهم، ومن بينها ورشة العمل هذه، وقال: “خلال الأعوام الخمسة الماضية كانت هناك كثير من الندوات والأبحاث، ولم يكن هناك ندوات يُنظمها السوريون؛ لكي يتحدثوا في القضايا الخلافية، فهناك موضوعات لابد من أن يحلها السوريون في ما بينهم، وليس أحد آخر، وأنا أشجع مثل هذه المبادرات، وأعتقد أنها متأخرة، لكن لا بأس أن تبدأ، وأن تستمر، وتخلق جوًّا ليس من النقاش حول مسائل تشهد مقارعة بين الآراء فحسب، وإنما تشهد تجالسًا بين المتحاورين، سواء إلى طاولة الحوار، أم خارج نطاق الندوات”.

بدوره رأى المحامي والناشط الحقوقي، أنور البني، أن مثل هذا الحوار والورشات سيكون لها جدوى وتأثير مباشر، هذا إن كان الحل داخليًّا سوريًّا، لا خارجيًّا مفروضًا بالإكراه على السوريين، وقال لـ (جيرون): “إن مشكلات سورية لا تتعلق باتفاق السوريين فحسب، بل تتعلق بالآخر، وكيف ينظر إلى الحل في سورية؛ فإن كان الحل داخليًّا، فسيكون للعمل جدوى وتأثير مباشر، ويبدأ بإنتاج سورية الجديدة، أما إذا كانت الحلول خارجية، فستكون ضرورية؛ لتكون نواة للوقت الذي يتاح للسورين -فعلًا- لبناء سورية جديدة، لكن إذا استمر الموضوع لسنوات، سيصبح اجترارًا للمشكلات نفسها، وستكون هناك مشكلات أعقد، وذلك من خلال دخول قوى جديدة، ويصبح كل هذا الكلام قديمًا، وندخل في نقاشات جديدة، لكن المفروض ألا يصيبنا اليأس، وألا نشعر بعدم الجدوى؛ لأن تهيئة مناخ النقاش أساس لحوار السوريين، وليس أن يتمسك كل إنسان بمطالبه، كون الفرصة سانحة له الآن؛ ليأخذ كل شيء أو لا شيء، في الوقت نفسه، هناك أمل في أن تصبح الحلول تلبية لتطلعات السوريين، وبالتالي، تأتي الفرصة للسوريين؛ كي يصوغوا مستقبلهم، ويكون هذا العمل لبنة أساسية لبناء سورية الجديدة”.

في حين رأت الناشطة والمعارضة، خولة دنيا، أن الندوات “كانت مهمة على صعيد التأسيس لحوار حقيقي على مستوى سورية بين الأكراد والعرب، وكانت فرصة لمناقشة كثير من المفاهيم المغلوطة، وإعادة تقييمها”.

وأضافت: ” واجهنا خلافات في وجهات النظر؛ بسبب تراكم المشكلات، وعدم نقاشها في الوقت الملائم، وحاولنا إجراء نوع من المقارنات مع أوضاع دول أخرى، تعاني من الإشكالات نفسها؛ لإيجاد الحلول، واحتلت مناقشة المفاهيم جزءًا من النقاشات، مثل مفهوم الفيدرالية والوطنية واللامركزية والمركزية، حيث كان هناك ضرورة لنقاش موضوعات كهذه”.

يُذكر أن ورشة العمل اختتمت أعمالها أمس، الأحد، بإصدار المجتمعين مسوّدة (مصفوفة الحل) مُقترحة لحل (القضية) الكردية في سورية، بعد نقاشات مُوسّعة ومفتوحة بين المشاركين، وقُدّمت مجموعة اقتراحات؛ لتعديل بعض بنودها للتوافق عليها.

وسعى اللقاء إلى إضافة قيمة جديدة من خلال عدم الاكتفاء بالجدل النظري، حول (القضية) الكردية في سورية، والانتقال إلى صوغ تصور وطني سوري متوازن، قابل للتنفيذ؛ لمعالجتها على أسس وطنية عادلة، كما سعت إلى طرح نتائج هذه اللقاءات الحوارية للرأي العام السوري، بهدف التشجيع على حوار عقلاني مفتوح حولها.

وشارك في الندوة سمير سعيفان، مازن عدي، صلاح درويش، فيصل بدر، فدوى كيلاني، عبد الوهاب بدرخان، خطار أبو دياب، هوشنك أوسي، ميداس أزيزي، عمر قدور، مروان عثمان، أنور البني، مازن درويش، عبد الباسط سيدا، يوسف سلامة، إبراهيم اليوسف، ياسمين مرعي، خولة دنيا، مزكين يوسف، سامدلة، جميل إبراهيم، نادر جبلي، سيامند حاجو، ميشيل شماس، صبيحة خليل، سلام كواكبي، جمال قارصلي، مروان علي، ريزان شيخموس، وخضر عبد الكريم وآخرون.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق