جيرون: ننشر في ما يلي “مقالة” وردتنا عبر بريدنا الإلكتروني، احتراماً لأي رأي يصلنا، لكننا نوضح أننا في العادة نجري تحريراً نحوياً ولغوياً لكل ما يصلنا من مقالات إلا أننا لم نقم بذلك في ما يتعلق بهذه “المقالة” التي كتبها السيد طه الحامد، لأن ذلك يتطلب إعادة بنائها وكتابتها من جديد.
من: طه الحامد <cudi2011-2@hotmail.com>
الموضوع: صالون هنانو
الرسالة:
طه الحامد
مصفوفة أم حليب مسحوب خيّره !
لغة واحدة.. علم واحد …نشيد واحد .. .. هذه كانت زبدة الخض والمخاض السوري العسير التي توافق عليها من حضر في اللقاء الحواري الذي جرى في برلين تحت رعاية مركز حرمون ..صالون هنانو ,في الوقت الذي كنا نستبشر خيراً بهذا المسعى الذي بدأت به نخب عربية سورية أكاديمية ذات باع طويل في الحقل المعرفي والسياسي , ولها تاريخ طويل في مقارعة الإستبداد والنظام الدكتاتوري , وخاصة المنحدرين من جذور يسارية علمانية .
بلا شك لا يمكن التشكيك في نوايا ومقاصد كل من حضر أو داخل في تلك الندوة
الحوارية فقد علت أصوات عربية سورية ولامست تماما الجرح الكوردي و أبدت
مواقفها من الحل الفيدرالي والقضية الكوردية كقضية شعب في الوقت الذي تراخت غالبية الوجود الكوردي وفشلت في إيصال صدى الشعب الكوردي وطموحه , ولكن رغم ذلك تم إخراج ما سميت بالمصفوفة ونشرها على إنها زبدة الحوار ! .
أهم النقاط التي نجح بعض المثقفين أو المشرفين على الندوة بتمريرها وثم طريقة عنوّنة المنشور الإعلامي الاذي صدر عنه في موقع جيرون ..تحت عنوان ..سوريون يناقشون (مخاطر الفيدرالية واللامركزية ) تمعنوا بشكل جيد بهذا العنوان الذي يوحي ويخاطب المتلقي بحكم مسبق ألا وهو ان الفيدرالية خطر واللامركزية خطر فتجنبوه , يعني انهم يقولون بشكل موارب إن فضائل المركزية كبيرة وعليكم الإبقاء عليها !
ولكن الطامة الكبرى إن الحوار أو اللقاء كان لمناقشة سبل إيجاد حلول أو حل
للقضية الكوردية إلا إن ماورد في المصفوفة يلغي بنيوياً وجود قضية كوردية
أصلاً , فعندما نقول قضية كوردية يعني إننا نتحدث عن شعب وعن قومية لهم قضية لا تشبه القضايا الأخرى والعامة في سوريا , يعني نحن نخصص ونميز هذه القضية عن غيرها من حيث الطابع والميّزة فهي قضية حقوق قومية لثاني اكبر قومية في الدولة السورية ولا نتكلم عن المظالم العامة التي تشاركت بها جميع مكونات الدولة السورية فأي حديث عن الأعياد أو الفلكلور أو اللغة ومعاملات الزواج والطلاق وفتح محلات تجارية والسفر والدراسة والأسماء والعمل وممارسة السياسة وتأسيس منظمات وأحزاب وإلى آخره لا يعني اننا نتحدث عن القضية القومية للكورد
…..لأن كل ماذكر هي قضايا انسانية وحقوق طبيعية مشرعنة بوثائق دولية وهي
لا تمنح كهبة او منية لأنها حقوق متعلقة بوجود الإنسان اينما كان .
وعليه ان ماورد في هذا البند هو نسف أو إعادة إنتاج ما كان عليه الشعب الكوردي في ظل النظام البعثي ولكن هذه المرى بالتراضي وليس بشكل قسري !
1-الإقرار الدستوري بوجود الأكراد القومي في سورية و اعتبارهم جزءً أصيلاً من الشعب السوري الواحد يتمتعون بجمبع حقوق المواطنة التي يمتع بها بقية السوريين .
لننظر سوياً إلى هذه الفقرة بدءً من الصياغة ,حيث كتب كلمة الأكراد وليس
الكورد وهذا بحد ذاته له دلالات باطنية عميقة وتقزيم وإستخاف لأن هذه الكلمة اطلقها غلاة الشوفينيين على الكورد لتصغيرهم على وزن الأعراب وهذا يمكن تداركه واعتقد ان لا يمانع أحداً من التصحيح . ..!
ولكن ما لايمكن التسامح به بالمطلق هو تجنب إستخدام كلمة الشعب أو حتى
القومية وتجنب إستخدام فقرة على غرار …( الإقرارالدستوري بوجود الشعب
الكوردي وحقوقه القومية في اطار اتحاد طوعي بين مختلف مكونات الدولة لسورية ) وهذا هي أفضل التعابير التي تطمئن الكورد والعرب معاً , فهي تنفي
نية الكورد بالإستقلال والإنفصال عن الوطن السوري الحالي وتنفي نية العرب
بإنكار حقوق الكورد كشعب وقومية أو الإنقلاب عليهم بعد انتهاء الحرب والكارثة السورية .
من يقرأ الفقرة أعلاه يفهم أنه كان هناك شك بوجود الكورد .. وإلا مامعنى
الإقرار بوجود (الأكراد ) يعني على كل كوردي أن يتلمس جسمه ليشعر أنه موجود حقاً ..وهل كان هناك جدل حول وجود الكورد او عدم وجودهم ؟ يعني هذاانجاز و دحض لنظرية احمد حاج علي وهيثم المالح التي تقول بإن الكورد كانوا عرباً ونسيو أصولهم….!
ربما حصل ذلك ونحن لا ندري نتيجة فقدان الذاكرة من الحر الشديد …وشر البلية مايضحك ؟ ومالجديد يا إخوتنا الأكاديميين و النخب التي كنا و مازلنا نراهن عليهم من
شركائنا العرب ؟
إقرار بوجودنا فقط دون الإشارة إلى الحقوق القومية للكورد كشعب يعيش على جزء
من أرضه التي تسمى غربي كوردستان او كوردستان الصغيرة وإلحقت بالدولة
السورية التي نشأت بعد 1916 دون ان يكون للكورد او لأي مكون آخر رأي في ذلك
لأنكم تعلمون إن من قسّم ووزع الأراضي الكوردية , وهي إلى هذا اليوم تسمى بأدبياتكم قوى إستعمارية ظالمة ولهذا يجب تصحيح ما أفرزه الوجود الغربي او ما
تسمونهم بالإستعمار الظالم ؟
مالجديد في إقراركم على إننا موجودون كبشر ولكن مجردين من الحقوق القومية كسائر القوميات والشعوب في العالم ….إقرار بوجودنا كمواطنيين سوريين إنتزعت منهم خصوصيتهم و حقوقهم القومية ..؟ وماالجديد الذي أتيتم به ؟ فبشار الاسد والنظام البعثي مراراً قال ان الكورد جزء أساسي من النسيج السوري
الأصيل وهم أصلاء وليسوا بوافدين ..ولكن دون أن يقر لنا بأي حقوق قومية كما
هو حالكم !
وداعش أيضا أقر بوجود الكورد بل أنه وضع خريطة دولته وأظهر فيها كوردستان كقطعة جغرافية متميزة غير ملحقة لا بالعراق ولا بسوريا ..ولكن باللون الأسود وإستمر بقطع الرؤوس الكوردية وتدمير مدنهم وقراهم , نعم كل من قتلنا وقصفنا و قطع رؤوسنا و رش علينا السلاح الكيمياوي وكل من علقنا على أعواد المشانق وحرق قرانا بمن فيها من بشر وحيوانات ونباتات وأشجار ..كل هؤلاء أقروا
بوجودنا كبشر من لحم ودم يعني كائنات حية تتكلم بالكوردية وتبكي وتغني و
تصرخ تتوجع بالكوردية …يعني أننا بكل تلك الحالات والأوقات لم نكن مخلوقات خرافية أو أطباق طائرة .. نعم كنا موجودون ولكن دون حقوق ..دون هويتنا الخاصة …دائما كنا نحمل أو يحمّلوننا هويات مكتوبة عليها عربي سوري ..ويقولون انتم اهلنا و من نسيج امتنا واخوتنا …ولكن انسوا إنكم كورد ..فانتم مننا وفينا ويجمعنا الدين الحنيف والوعاء العروبي الرائع … !
2- إعتبار اللغة العربية هي اللغة الرسمية الوحيدة للدولة في الوثائق الرسمية وأعتبار اللغة الكوردية إحدى اللغات السورية .
وماذا يعني ذلك ؟ والله يا سادة هذا ليس فتحاً ولا إنتصار ولا منية ..ولا تميّز عن البعث ونظامه …طبيعي إن اللغة الكوردية هي احدى اللغات في سوريا بما انكم جعلتم من الكورد سوريين ونزعتم منهم خصوصيتهم القومية وحقوقهم كشعب في البند الأول أعلاه ..يعني اكيد ماراح تكون اللغة الكوردية إحدى اللغات السنغالية او الصينية مثلاً .. يعني حسب هذا البند تقرون بحق الكورد في التكلم ببيوتهم ومع عائلاتهم بلغتهم الام وكذلك يحق لهم ان يكتبوا على صفحاتهم الفيسبوكية ويكتبوا الشعر والرواية في أوقات فراغهم بلغتهم الأم ولكن العربية وثم العربية هي اللغة الوحيدة والرسمية ..ولا يجوز ان تجاريها أية لغة والعياذ بالله !
في السياسة تنكرتم وجودنا كقوم وشعب وفي اللغة أيضاً ….هل تعلمون يارعاكم الله إن في كل بلاد المهجر والإغتراب يحق لأي مجموعة عرقية أن تتعلم بلغتها الأم وأن يكون لهم مدارس بلغتهم أن استطاعوا تبدير ذلك من الناحية الإقتصادية والكوادر والعنصر البشري فكيف بشعب يعيش على ارضه تفرضون عليه ان تكون لغتهم الرسمية اللغة العربية ؟
3- جعل عيد النيروز كأحد الأعياد الوطنية …
وهذا كان الطعم وذر الرماد في العيون ..انتزاع ومنع الحقوق القومية على الكورد كشعب والإبقاء على حق الرقص والدبكة وشوي الكباب بيوم العيد ….اصلا يوم النورز عطلة منذ ايام حافظ اسد فما الجديد ؟
4- نظام لامركزي إداري …… يعني نسخة معطرة بنكهة الجكلس ومعدلة عن قانون
الإدارة المحلية البعثي ومع ذلك ما لحقت به من لاءات و تأكيدات على
المركزية أفرغ حتى هذا البند البائس من مضمونه حيث يؤكد البيان او الوثيقة على مركزية كل شيئ ماعدا التنفس ومعاملات الزواج والطلاق ورعي الأغنام في البراري …
– دستور مركزي واحد …لغة واحدة …علم واحد …ونشيد وطني واحد …وأمن مركزي وشرطة مركزية واحدة .. جيش وطني واحد …حكومة مركزية واحدة …تمثيل ديبلوماسي مركزي واحد … مجلس وزراء مركزي واحد ….سياسة اقتصادية مركزية واحدة ….وقانون استثمار مركزي واحد ..واتفاقيات اقتصادية مركزية واحدة !
يعني لم يبق من اللامركزية اللا إدارية المسكينة سوى اللباس الداخي ..!!!