نشأ مصطلح (ليبرالية) في عصر التنوير في القرن الثامن عشر، ويعد المفكر السياسي “جون لوك” من المؤسسين الأوائل لهذا المفهوم؛ حيث أدان بعض الممارسات التي كانت سائدة في ذلك العصر، والتي كانت تعطي الملك وفقًا لـ “العقد الاجتماعي” صلاحيات مطلقة، وتسلب من الأفراد حقوقهم المادية والأدبية.
دعت الليبرالية إلى تحقيق “الحرية والمساواة” لجميع أفراد الشعب، بعيدًا عن الأيديولوجيات الفكرية، والسياسات الاقتصادية، وأعطت الانسان حرياته الاجتماعية والإنسانية والدينية، وحقوقه المادية، كحقّه في الملكية، وإقامة مشاريع اقتصادية دون انتداب الدولة.
حدّدت الليبرالية صلاحيات السلطة الحاكمة وقلّصتها؛ لتصبح الأخيرة مُسيِّرة لأمور المواطنين، وليست قوّامة عليهم، فأعلت من شأن الإنسان، ودعت إلى تقويض كل الحكومات الديكتاتورية وسياسية الملك (الإله)، ولكنها حدّدت ضوابط لسلوك الإنسان، وأقرّت بأن الحرية التي منحته إياها تنتهي عند إيذاء الآخرين.
لاقت الأفكار الليبرالية رواجًا في القرنين: التاسع عشر والعشرين، وخصوصًا بعد انتصار الجانب الليبرالي في الحربين العالميتين، وتلاقت مع الديمقراطية في تكريس سيادة الشعب، وفوز الحاكم بالاقتراع، والفصل بين السلطات الثلاث؛ ما أدى إلى نشوء عدد من الحركات الليبرالية المتخصّصة كالليبرالية الاشتراكية.
2 تعليقات