أدب وفنون

سقف الذاكرة المثقوب..

المخرج السوري الشاب، ميزر المطر، أحد مستفيدي الدورة الثانية من برنامج مختبر الفنون، عن فئة السينما، يحمل مشروعه السينمائي اسم “سقف الذاكرة المثقوب”، وتدور أحداثه في قرية “سرجيلا” الأثرية المهجورة التي استوطنها سكان سوريون جدد، هربًا من الموت المتربص بهم.

 

يقول المخرج: إن الفيلم يصوّر يوميات أناس أجبروا على العودة 1300 عام إلى الوراء، تدمرت حياتهم بسبب الحرب، ويدمرون الآثار دون علمهم ودون عمد، أو بقصد النهب. امتزجت حياتهم الحالية بأساطير عن الناس القدماء الذين سبقوهم إليها، وهم يتحدثون عنهم كأشباح في المكان. كما كوّنوا نظامًا اقتصاديًا وحياتيًا يختلف عن القرى المحيطة بهم.

 

ويسلّط الفيلم -في بعض جوانبه- الضوء على حياة خمس شخصيات، وصلت إلى سرجيلا لبناء حياة جديدة لها، وتظهر أثناء التصوير علاقتها بالمكان، وكيفية تغيير ملامحه، والتطور الذي طرأ على حياتها بين عاميّ 2013 و2015.

 

ويضيف المخرج السوري: بدأت الأجساد تتحرك في القرية الميتة. عائلات تخبز وتشرب الماء وتعيش في معدات حياتية صنعها السكان السابقون للقرية. تحولت المعابد التاريخية إلى بيوت لإيواء النازحين من القصف والمعارك في القرى المجاورة لهذا الموقع الأثري، الذي يقع في الجنوب الغربي من مدينة إدلب. لا طرق ولا كهرباء ولا تمديدات مياه في البيوت الأثرية، فقط أحجار وأعمدة. خلال أسابيع تغير المكان، وتداخل الإسمنت مع الجدران القديمة، وأضيفت أسقف توتياء إلى بعض الغرف، وهدمت بعض الجدران للاستفادة من حجارتها، وبذلك تغيرت ملامح سرجيلا الأثرية، مع توافد الناس أكثر.

 

وعن أبرز الصعوبات التي واجهت المشروع، يقول: “الصعوبة كانت بالدخول إلى سورية واستكمال التصوير، والتواصل مع شخصيات الفيلم، ومعرفة التغييرات التي طرأت على حياتهم، حتى أنهم قبل بضعة أشهر تركوا المكان، وغادروا جميعًا، لا أعرف إلى أين، ولم يبق إلا عائلة واحدة. طرأ تغيير على القصة بعد أن رحل سكان سرجيلا الجدد، قبل بضعة أشهر إلى أماكن مختلفة، حيث أصبحت المدينة خالية من جديد، ولكن هناك آثار السكان الجدد الذين رحلوا منها. وقد أرسلت مصورين إلى هناك لتصوير سرجيلا الجديدة الخالية”.

وصل الفيلم حاليًا إلى مراحل ما بعد الانتاج، حيث انتهت عمليات التصوير، وبدأتُ العمل على المونتاج الأولي لإعداد نسخة Rough cut، كما يتم الاتفاق حاليًا مع مونتير لبدء العمل قريبًا على المراحل الأخيرة من المونتاج. من المتوقع أن يأخذ الفيلم شكله النهائي خلال الشهرين الأخيرين من السنة الحالية.

 

الجدير بالذكر أن المخرج السوري الشاب، ميزر المطر، عمل على تصوير وإخراج فيلم عن الحراك السلمي في مدينة الرقة عام 2011، لكن بسبب ملاحقته من قوات الأمن السورية، واستيلائها على جزء كبير من المواد المصورة، لم يستطع إكماله. وفي عام 2012 عمل مع مؤسسة الشارع على إنتاج عدد من التقارير التلفزيونية المصورة، وكان يتنقل بين مناطق ريف حلب لتصوير المظاهرات السلمية وبثها مباشرة لعدة قنوات عربية، كما صوّر العديد من مظاهرات جامعة حلب، وحراك أحياء حلب السلمي. قام بتصوير وإخراج أكثر من فيلم قصير؛ بين عامي 2012 و2013. فيلمه “بلح تعلق تحت قلعة حلب” شارك بمهرجان أبو ظبي السينمائي.

 

كما شارك بتصوير عدد من الأفلام الطويلة منها: “جثة واحدة هناك، طلق كذاب، دمي يمشي على الزفت”. وهو مدير التدريبات والعروض في مهرجان سورية لأفلام الموبايل، كما عمل مصور فيديو مع قناة الجزيرة الإخبارية ومصورًا صحفيًا مع وكالة فرانس برس afp ووكالة رويترز. وقام بتدريب عدد كبير من الناشطين الإعلاميين في الرقة والباب ومنبج وكفرنبل ودرعا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق