قضايا المجتمع

أزمة المياه تحوّل حياة أهالي أريحا إلى جحيم وسكانها يتوعدّون مديرية المياه

خرجت مدينة أريحا، الواقعة في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب، عن سيطرة النظام منتصف العام المنصرم، وتحسّنت أحوال أهاليها لفترة وجيزة، حيث استطاع مجلس إدارة المدينة، التابع لجيش الفتح، تأمين الخدمات الرئيسة للسكان ومن أهمها المياه، ولكن بعد فترة قصيرة عادت المشكلات الخدمية لتطفو على السطح، وبحسب الناشط والمدرّس رائد. ز، فإن أزمة المياه تفاقمت بعد أقل من شهر من التحرّر من سلطة النظام، وحوّلت حياة السكان إلى مأساة، وقال وتابع إن الطريقة الوحيدة التي يتّبعها الأهالي للحصول على المياه -منذ نحو عام- هي شراء المياه من الصهاريج، وأوضح أن الحاجة الشهرية من المياه للعائلة الواحدة تُقدّر بنحو 20 برميلًا، تعادل تكلفتها 5000 ليرة سورية، وهذا مبلغ ليس بقليل على سكان المدينة، الذين لا يتجاوز دخل الواحد منهم 1500 ليرة سورية يوميًا، إضافة إلى وجود عدد لا بأس به من الأهالي العاطلين عن العمل.

 

تسمّمات وظلم

يحصل تجار الصهاريج على المياه من الآبار المحيطة بالمدينة، وغالبًا ما تكون ملوّثة وغير صالحة للشرب، وبحسب رائد، فإنه “بعد مضي أول شهرين من استعمال أهالي المدينة لهذه المياه، انتشر العديد من الأمراض بينهم، وقام المكتب الطبي بأخذ عيّنة من المياه لفحصها، فتم اكتشاف وجود جثث في واحدة منها، وبعد فترة قصيرة، صدر أمر من مجلس إدارة المدينة بعدم جواز بيع هذه المياه، واستعمالها للزراعة فحسب، ولكن الأمراض لم تتوقف، ومن حين لآخر تظهر أمراض جديدة، أغلبها تسمّمات ناتجة عن عدم نظافة المياه، وعدم صلاحيتها للشرب، لكن لا يوجد بديل”.

تفاقمت مشكلة المياه في الأيام الأخيرة الماضية، فلم تعد تصل إلى الخطوط الرئيسة إلا نادرًا، ولم يستطع الأهالي الاستفادة منها في كل الأوقات؛ بسبب انقطاع الكهرباء، وبالتالي عدم القدرة على سحب المياه عبر المضخة إلى الخزانات، إضافة إلى عدم قدوم صهاريج المياه بشكل دوري وانقطاعها شبه الكامل، ويعاني أهالي المدينة من مشكلة في إيصال الخدمات بالنسبة للريف، مقارنة بالمدينة، وبحسب رائد، “فإن مدير مياه إدلب (وائل غفير) لا يهتم بمدينة أريحا كما يجب، فلا يبالي إن وصلت إليها المياه أم لا، وأكثر ما يهمّه هو وصول المياه إلى إدلب، كذلك الأمر بالنسبة للخدمات الأخرى كالإنارة وتزفيت الطرقات”.

 

حاولت بعض المنظمات الأجنبية المساعدة في إيجاد حل لمشكلة المياه في أريحا لكنها اصطدمت بعراقيل إدارية من المديرية نفسها؛ فلم تستكمل أعمالها، وكان مجلس إدارة المدينة، المؤلف من 5 مندوبي فصائل ومدنيين اثنين، قدّم وعودًا كثيرة للأهالي بحل المشكلة، ولكن بحسب شهادات السكان، فإن مجلس الإدارة مهمّش ولا يستطيع حل المشكلات، وأعضاؤه ضعيفو الشخصية، ولا يمتلكون إمكانات مادية ولا وبشرية، وليس لديه صلاحيات بتعيين أشخاص آخرين أكثر كفاءة، ويتبع لمجلس الإدارة كل المديريات، ومنها مديرية المياه، وتعد مدينة أريحا المركز الثاني لجيش الفتح بعد إدلب.

جدير بالذكر أنه، خلال الشهر الماضي، لم تصل صهاريج المياه إلى المدينة نهائيًا، وأكد رائد “أن الوضع أصبح غير محتمل، ولأجل ذلك، قام بعض الناشطين بإعداد ملف؛ للتقدّم به إلى مجلس الإدارة، في سبيل إيجاد حل سلمي للموضوع”، ويتمنى سكان المدينة وناشطوها حل المشكلة بطريقة سلمية، ويتوعدون مجلس الإدارة بخروجهم في مظاهرات، واتجاههم اتجاهًا أشد عنفًا في حال لم تكن هناك استجابة.

Author

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

إغلاق