تحقيقات وتقارير سياسية

الإسلام السياسي

عُرفت حركات الإسلام السياسي بعد انهيار الدولة العثمانية، عقب الحرب العالمية الأولى، وقيام مصطفى كمال أتاتورك بتأسيس جمهورية تركيا على النمط الأوروبي، وإلغائه مفهوم الخلافة الإسلامية، يوم 3 آذار/ مارس 1924، وعدم الاعتماد على الشريعة الإسلامية في المؤسسة التشريعية، وفي أيلول/ سبتمبر 1994 عُقد مؤتمر عالمي في واشنطن تحت عنوان “خطر الإسلام الأصولي على شمال أفريقيا”، وضعت فيه تعاريف دقيقة للإسلام السياسي، ونُوقشت محاولة إيران نشر “الثورة الإسلامية” في شمال أفريقيا عن طريق السودان، واستقرت التسمية بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001، على الإسلام السياسي.

استُخدم مصطلح الإسلام السياسي سياسيًا لتوصيف الحركات السياسية التي تؤمن بالإسلام باعتباره نظامًا سياسيًا صالحًا لحكم الدول، كما استُخدم أكاديميًا لتوصيف مجموعة الأفكار والقناعات النابعة من الشريعة الإسلامية التي يستخدمها المسلمون الذين يؤمنون بأن الإسلام ليس مجرد دين إلهي، بل هو نظام سياسي اقتصادي اجتماعي يصلح لبناء مؤسسات الدولة ورعاية شؤون المواطنين.

يُعرّفُ صادق جلال العظم، وهو كاتب وباحث في الفكر الأيديولوجي، الإسلام السياسي بأنه أيديولوجية تعبويه شديدة التأثير مستمدة ومشكلة، بصورة انتقائية وجزئية، من بعض نصوص الإسلام المقدسة ومن عدد من مرجعياته التراثية، ومن عدد من سوابقه التاريخية، ومن حكاياته المتداولة، ومن حاضر العجز الإسلامي المزمن، ومن هامشية العالم الإسلامي والعالم العربي في مجريات التاريخ الحديث والمعاصر.

تُتهّم حركات الإسلام السياسي بأنها تحاول بطريقة أو بأخرى الوصول إلى الحكم والاستفراد به، والعمل على بناء دولة دينية ثيوقراطية، وتطبيق رؤيتها للشريعة الإسلامية، وتمكنت بعض حركات الإسلام السياسي من التحول إلى قوة سياسية معارضة في بعض بلدان غرب آسيا، وبعض دول شمال أفريقيا، كما نجحت بعض الأحزاب الإسلامية في الوصول إلى الحكم في بعض الدول العربية أخيرًا، مثل مصر وتونس وفلسطين وإيران، ونظام طالبان السابق في أفغانستان، علمًا بأنها ترفض مصطلح (الإسلام السياسي)، وتستخدم بدلًا عنه مصطلح (الحكم بالشريعة).

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق