تحقيقات وتقارير سياسية

القوات التركية تعلن انطلاق عملية (درع الفرات) لطرد (داعش) من جرابلس

أعلنت مصادر عسكرية تركية، الساعة الرابعة فجر اليوم (الأربعاء)، انطلاقَ العملية العسكرية التركية (درع الفرات – FIRAT KALKANI)، بمشاركة القوات الخاصة التركية، وطيران التحالف الدولي؛ بهدف “طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من مدينة جرابلس، وتأمين حدود تركيا، وضمان وحدة الأراضي السورية، ومنع حدوث موجة نزوح جديدة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المنطقة”، على حد وصف المصادر العسكرية التركية.

 

فيما أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن هذه العملية “بدأت لوضع حد للهجمات التي تستهدف تركيا من داخل الأراضي السورية”، قائلًا: إن تنظيم الدولة الإسلامية “لا علاقة له بالإسلام، بل على العكس هو مصيبة عليه”.

بدأت العملية بقصف مدفعي عنيف، بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ التركية، إضافة إلى غارات جوية من طائرات أف 16 التابعة لسلاح الجو التركي، وأكدت مصادر عسكرية تركية استهداف 81 هدفًا عسكريًا حتى الآن، بــ 298 قذيفة مدفعية وصاروخ، وبدأت الدبابات التركية بالتوغل داخل الأراضي السورية، بينما وصلت طلائع عناصر الجيش الحر إلى قرية الحجلية (ككلجا)، التي تبعد نحو 2 كم غرب مدينة جرابلس.

 

وقال الناشط الإعلامي مراد محلي، من مدينة قرقميش التركية، المحاذية لمدينة جرابلس، لـ (جيرون): “تقوم وحدات الهندسة، وكاسحات الألغام التركية بتفكيكك الألغام التي زرعها تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود السورية التركية تمهيدًا لاقتحام عناصر الجيش الحر المدينة ، المنتشرين على هذه الحدود”، ونقل عن بعض المصادر الأهلية وجود ما لا يقل عن 15 ألف لغم، مؤكدًا، في الوقت ذاته، عدم دخول القوات البرية إلى المدينة حتى هذه اللحظة.

كما أفاد “محلي” بأن السلطات التركية “أخلت -الثلاثاء- مدينة قرقميش من المدنيين؛ بسبب القذائف التي استهدفت المدينة، ومصدرها تنظيم الدولة الإسلامية على الطرف السوري من الحدود، ولا يوجد في المدينة سوى الجيش وقوى الأمن التركي، إضافة إلى مقاتلي الجيش الحر”.

 

من جانب آخر نقلت بعض المصادر الخاصة، من داخل المدينة، قيام عناصر (داعش)، بتفكيك بعض الدشم والحواجز، وإبلاغ عناصرها نيتهم الانسحاب باتجاه ناحية الغندورة غرب مدينة جرابلس، دون تأكيد هذه الأخبار حتى هذه اللحظة، أو ما إذا كانت هذه إشاعة وفخ لعناصر الجيش الحر.

ويَعدّ الأتراك دخولهم العسكري في الأراضي السورية قانونيًا، ويتماشى مع الملحق الرابع في اتفاقية أضنة الموقعة بين سورية وتركيا عام 1998، والذي ينص صراحة على أن إخفاق الدولة السورية في اتخاذ التدابير والواجبات الأمنية، المنصوص عليها في هذا الاتفاق، يُعطي تركيا الحق باتخاذ جميع الإجراءات الأمنية اللازمة داخل الأراضي السورية حتى عمق 5 كم.

 

يُذكر أن مدينة جرابلس تقع على بعد 120 كم شمال شرقي حلب، وكان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قد فرض سيطرته على المدينة بداية عام 2014، بعد معارك عنيفة خاضها ضد فصائل الجيش الحر، ارتكب خلالها مجازرَ بحق المدنيين في المدينة، وتكتسب المدينة أهمية استراتيجية كونها بوابة ريف حلب الشمالي الشرقي المحاذي لتركيا، وتقع على بعد أقل من 1 كم من مناطق سيطرة الوحدات الكردية شرق نهر الفرات، وأقل من 15 كم شمال المناطق التي سيطرت عليها الوحدات الكردية خلال الأيام القليلة الماضية، والتي تسعى بدورها للسيطرة على المدينة؛ لربط ما تُطلق عليه اسم (كانتونات) عين العرب وعفرين، وهو ما تعدّه تركيا تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق