أكد المعارض السوري عبد الحكيم بشار، نائب رئيس ائتلاف المعارضة السورية أن “القضية الكردية” في سورية هي “قضية” سورية بامتياز، وأن الحركة الوطنية الكردية تعدّها قضية متلاحمة تلاحمًا عضويًا مع القضية الوطنية والديمقراطية في سورية، وشنّ هجومًا على حزب الاتحاد الديمقراطي، ووصفه بالحزب الوظيفي الذي يتلقى أوامره من وراء الحدود، كما أنه لا يُمثّل الأكراد في سورية ولا يمثل “قضيتهم”.
وحول موقع الأكراد في المعارضة السورية، قال عبد الحكيم بشار، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني – سورية، في تصريح لـ (جيرون): “هناك نقاط اتفاق جوهرية كثيرة لنا مع باقي القوى المشكلة للائتلاف، كما توجد بعض النقاط الاختلافية الجوهرية، تم إقرارها في مؤتمر الرياض، باسم الهيئة العليا للمفاوضات، وهناك أيضًا نقاط خلافية فيما يتعلق بسورية ككل وليس الأكراد فحسب، ولا سيما ما يخص حيادية الدولة تجاه الأديان، لأن المفهوم السياسي للدين يختلف من منطقة إلى أخرى، ونحن نطالب بدولة اتحادية في سورية لقناعتنا أنها أفضل صيغة لسورية المستقبل”.
وعن انسحاب ممثلي الأكراد من مؤتمرات المعارضة السورية، أجاب بشار: ” لقد انسحبنا مرتين، ولم يكن ذلك لسبب يتعلق بنا كأكراد، لكن بسبب إشكالية المشاركة ذاتها، لكن الوضع اختلف الآن، ولا سيما بعد مؤتمر الرياض، على الرغم من أن تمثيلنا النسبي لم يكن كافيًا؛ بسبب غياب إحصاءات رسمية لنسبة الأكراد في سورية”.
وحول الجولة الجديدة من المفاوضات المرتقبة في جنيف، ومدى استعداد المعارضة السورية لها، أكد بشار “مشروعنا الوطني واضح، ونحن أصحاب حق وقضية عادلة، ومن حق الشعب السوري استبداله، ونحن ملتزمون بقرارات الشرعية الدولية”.
وعن مشاريع المعارضة البديلة، قال: “لقد انتهت الهيئة العليا للمفاوضات من الإقرار المبدئي لمشروع يتضمن ثلاث مراحل: مرحلة التفاوض، والمرحلة الانتقالية في سورية، والمرحلة النهائية، وسوف نقدمها للوسيط الدولي، ونحن جاهزون لعرضها على المجتمع الدولي”، وأضاف: “إن زيادة التدخلات الدولية في الثورة السورية، كانت نتيجة عناد وعدم تقبل النظام السوري للحل الوطني، لذلك نحن بحاجة إلى حل دولي مرتكز إلى القرارات الأممية ذات الصلة”.
وشدد القيادي الحزبي الكردي على أن “القضية الكردية” في سورية هي قضية سورية بامتياز، وقال: “هذا هو شعار الحركة الوطنية الكردية في سورية، منذ تأسيسها سنة 1957، وهذه القضية متلاحمة تلاحمًا عضويًا بالقضية الوطنية والديمقراطية في سورية، وشعارنا هو الأخوّة العربية – الكردية في سورية”.
لكنّه انتقد تصرفات وممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يتزعمه صالح مسلّم، وقال: “هذا الحزب غريب عن سورية، وهو حزب وظيفي، يتلقى أوامره مما وراء الحدود، وهو لا يمثل الأكراد في سورية، ولا يمثل قضيتهم، فشعاره الأمة الديمقراطية، وهذا شعار ليس له أي مدلولات سياسية، وبطريقة ما يمثل النظام السوري، ونطلق عليه (سلطة الوكالة)، فهو يحكم باسم النظام وبأسلحة النظام وببعض الأكراد الموالين للنظام، لذلك فإن القسم الأعظم من الأكراد لا يتعاملون معه”.
وعن رؤيته للحل في سورية، قال المعارض السوري “في ظل الأوضاع الدولية الراهنة، لست متفائلًا بقدرة أحد على فرض حل ينهي المأساة السورية، وإمكانية ذلك تتضاءل بشكل يومي، مع العد التنازلي لولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأعتقد أنه سيتم ترحيل الحل بانتظار الرئيس الأميركي الجديد”.