أدب وفنون

الأُوديب السُّوري

أنا النَّبعُ

شممتُ دخانَ الرُّعاة

زيَّنتُ أيامي بالجذورِ الّتي صدَّعتني

انتشيتُ بالحبِّ المارقِ فوقَ حجري

أقصيتُ الوقتَ

أجرُّ ميلَ الماءِ في جفونِ الطُّحلب

أتملَّى نفسي في النَّرجس

*****

 

ما تكاثرَ على فمِ النَّبعِ

لم يكنْ سرخسًا حَسَنَ النَّوايا

إنَّها صوري المُراوِغة

أنكرتْ عَرَجي

وما أنا بقارئٍ يا أبا الهول

****

 

الصُّبحُ

_مواظبٌ على أداءِ دورِ السِّراج الكوني_

حاذاني حليبًا بريئًا من دمِ الأحجية

الصُّبحُ

أسرفَ في تبسيطِ المشهد

وأنا

غَشَيتُ نورًا في حضنِ العتم.

بذلتُ حواسي مَشرَبًا

لظمأٍ عابرٍ

للواقفينَ على باب الأحجية.

تماديتُ في التَّأويل

وما أنا بقارئٍ يا أبا الهول.

****

السِّراجُ طاعةٌ، له مَحَطُّ عينيه

وللحدسِ ما خفيَ من العتم.

لا تَضقْ بي يا حجري

النَّبعُ في التَّكوينِ بصيرةٌ

والصُّبحُ يشبهُ ما يشبه:

قَصَبًا يَعقِلُ الحواشي قافلةً تجاريةً

على مفرشِ عروس

*****

 

البصيرةُ

ملامسةُ لبِّ الوردة

على مفرشِ الأحجية

****

لا دليلٌ إلا أناي

نبعي كهفي

العتمةُ بديهتي

تَصدَّعَ جوفي

لم أرَ الزَّهرَ يتوِّجُ حجري

عبرتُ بالمدينة

من طيش النّرجس إلى البصيرة

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق