تحقيقات وتقارير سياسية

الارتزاق – المرتزق

الارتزاق لغة طلب الرزق وأخذه، وقد شاع هذا المفهوم بين الجيوش القديمة – فقيل؛ اِرْتَزَقَ الجُنْدُ: أَخَذُوا أَرْزَاقَهُمْ أَوْ حَارَبُوا في جَيْشٍ أَجْنَبِيٍّ لِلْحُصُولِ عَلَى مُكافَآتٍ مَالِيَّةٍ – وخاصة خلال الفترة من القرن الثاني عشر حتى القرن السادس عشر الميلاديين، فقد استأجر كثير من الحكام آنذاك جنودًا محترفين مدربين لحماية دولهم، كما أن بعض الحكام ربحوا أموالًا بتأجير جيوشهم لدول أخرى للعمل كمرتزقة، استأجرت بريطانيا أثناء الثورة الأمريكية (1775 – 1783) جنودا ألمانيين لمحاربة السكان الأميركيين. ومن جهة أخرى، كان الأبطال العسكريون مثل كاسيمير بولاسكي البولندي وبارون فون شتوبن البروسي ـ اللذان ساعدا السكان الأميركيين مرتزقة أيضًا.

 

قلل ظهور الجيوش الوطنية إلى درجة كبيرة من الحاجة إلى المرتزقة، الذين كانوا، أحيانًا، ينقلبون على أسيادهم طمعًا في الدولة ويسيطرون عليها، وفي وقتنا الحالي تم استخدامهم بكثرة في بعض الدول العربية من مختلف الجنسيات، نظرًا للحروب الدائرة في المنطقة وخصوصًا في سورية وليبيا.

 

وتستخدم حاليًا دول غربية المرتزقة لحماية مصالحها الاقتصادية والنفطية في أفريقيا وآسيا، ومن نماذج ذلك الشركات الأمنية في أفغانستان والعراق.

 

ولشيوع هذه الظاهرة، فقد أعلنت الأمم المتحدة “الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة”، الملحق الأول الإضافي لاتفاقيات جنيف الموقعة في 1949، واعتمدت الأمم المتحدة في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول 1989 الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم، وجرّمت كل مرتزق، وكل من يقوم بتجنيد أو استخدام أو تمويل المرتزقة، كما حظرت على الدول تجنيدهم واستخدامهم، وقد فرقت القوانين والاتفاقيات الدولية بين الجنود المحاربين الذين يتمتعون عند أسرهم بمعاملة أسرى الحرب، وبين الجنود غير المحاربين الذين لا يعاملون معاملة أسرى الحرب ولا يحق لهم الاشتراك في العمليات العسكرية، ومع ذلك فإن لهم حق المعاملة العادلة وفق قوانين الدولة المستهدفة.

المصدر: موقع ويكبيديا، موقع الأمم المتحدة – حقوق الإنسان

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق