لم يكن في قريتكَ بحر
لا أحد
ولا شيء يعود كما كان
تقولُ لنفسك وأنتَ تراقب النوارس هنا
تلك التي لم تعتد عليها
لم يكن في قريتك بحر
تستعدُ للقادم وتعرف جيدًا أن أيلول شهر البكاء..
سيأتي الشتاء بدون أمّي
تلك التي كانت تقوم من “السفرة ” قبلنا كي يكفينا الطعام
كبحر جائع يطعم كل نوارسه…
والشتاء كئيب بدون سجادتها الحمراء التي تخشى عليها
من كل تلك الأوساخ التي نجلبها من شوارع هذا العالم
وبدون طقم فناجينها التي تخاف عليها مثلنا
الشتاء بارد بدون دفء حساء العدس
وكتب أبي التي يزهر الزيزفون في وسطها
سيأتي الشتاء يا أمي
وسأجلس كنورس تائه على البحر لم يقف يومًا إلا على الينابيع
ولم يعد فكّه قويًا
ينتظر أن يمر طفل مشاغب يصدمُ نفسه بحوض أسماك الزينة
كي يلتهم كل تلك الأسماك التائهة مثله،،