اندلعت اشتباكات بين (حركة أحرار الشام)، وفصيل (جند الأقصى)، في مدينة أريحا بريف إدلب شمالي البلاد، ليلة الأحد، دون معرفة الأسباب، وأكد ناشطون أن الحركة هاجمت مواقع الأقصى في المدينة وحاصرت مقراته، بعد معارك عنيفة أدت إلى مقتل قائد عسكري لـ (جند الأقصى) يدعى “رعد أبو اصطيف”.
مصدر عسكري فضل عدم الكشف عن اسمه، قال لـ (جيرون): “إن أسباب الاشتباكات خلافات بين الفصائل الموجودة في الشمال، ضمن إطار المساعي الرامية إلى إيجاد جسم واحد لمجمل التشكيلات العسكرية”، مضيفًا: إن هذا الخلاف يأتي في سياق التنافس على السلطة والنفوذ بين الفصائل، مشيرًا إلى أن هذه الخلافات أحد أهم أسباب ضرب الحاضنة الشعبية للثورة؛ إذ من غير المنطقي أن ترزح المناطق والمدن تحت وطأة قصف وحصار النظام وحلفائه، وتنشغل الفصائل بمعارك بينية؛ لتشارك دون أن تدري في قتل ما تبقى من أمل للأهالي الصامدين في منازلهم.
من جهتهم، أوضح ناشطون من أريحا، أن الخلاف الحاصل بين الفصيلين تم حله مع ساعات الصباح الأولى بعد تدخل وساطات عديدة، لاحتواء الإشكال ومنع تمدده إلى مناطق أخرى في المحافظة، دون معلومات دقيقة عن ملامح هذا الحل والنقاط المتوافق عليها ضمنه، ولا سيما أن هناك قتيلين نتيجة الاشتباكات، أحدهما قيادي بارز في جند الأقصى.
يذكر أن هذه المعارك ليست الأولى من نوعها بين الفصيلين الإسلاميين، إذ شهدت الأشهر الماضية اشتباكات مماثلة واعتقالات واحتلال مقار ومصادرة أسلحة من الطرفين، قبل أن تعود لجان محلية وعسكرية للتدخل، ووقف تدهور الأوضاع بينهما، وتثبيت تهدئة كانت هشة إلى حد بعيد.