مع انطلاقة الموسم الثقافي السنوي في القارة الأوربية، تتعاون مؤسستا ((VictoriaDeluxe و(Buren van de Abdij) البلجيكيَّتان على تنظيم أمسية ثقافية خاصة بسورية، تستضيف من فيها الشاعر السوري نوري الجراح والإعلامي إبراهيم الجبين، وبحسب المنظمين، فإن الأمسية ستمتد على ليلتين، في التاسع والعاشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، في مدينة “خينت” التاريخية، الواقعة شمال غربي العاصمة البلجيكة (بروكسل).
وتمهيدًا للأمسية التي ستقام السبت 10 أيلول/ سبتمبر، سيتم تنظيم أمسية مساء الجمعة 9 أيلول/ سبتمبر، بعنوان “الحرب السورية، كلام في ما يعجز الكلامُ عنه”، وسيتحدث خلالها الجراح والجبين للجمهور الأوربي عن الثورة السورية والقضية الإنسانية التي تشكل “هاجسًا أوروبيًا”، بعد التقارير الأخيرة التي تحدثت عن أكثر من نصف مليون قتيل من أبناء الشعب السوري الثائر، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
وستسير الندوة الحوارية التي سيلتقي خلالها الضيفان، مع أكاديميين وطلاب جامعات ووسائل إعلام، وفق ثلاثة محاور؛ يتطرق أولها للشأن السوري الداخلي، بينما يتناول الثاني انعكاسات ذلك الشأن على القارة الأوروبية، بينما سيتطرق الثالث لآليات التعامل مع “ظاهرة التطرف”، بوصفها نتيجة واقعية للتخبُّط العسكري على الأرض السورية، فضلًا عن كون سورية اليوم تمثِّل ساحة صراع عالمية بين القوى الإقليمية في الشرق الأوسط.
عن الحرب ومعاناة الشعب السوري أدبيًا
وفي السبت ستُنظم الأمسية الأدبية بعنوان “الحرب ومعاناة الشعب السوري، حيث سيقرأ الشاعر نوري الجراح قصائد، تتحدَّث عن الفاجعة السورية، وسيقرأ الكاتب إبراهيم الجبين نصوصًا سردية من روايته الأخيرة التي لم تصدر بعد، والموسومة بـ”عين الشرق، هايبرسيميثيا 21”.
وسيقرأ الجراح والجبين (الشعر والسرد) عن الحرب ومعاناة الشعب السوري باللغة العربية، بينما يرافقهما في إلقاء النصوص المترجمة إلى الهولندية الممثلة Marijke Pinoy والممثل Zouzou Ben Chikha.
وعن هذا النشاط يقول مُنظِّمُه، المسرحي والروائي العراقي البلجيكي حازم كمال الدين: “إنَّ القضية السورية تمثِّل حالة إنسانية، تفرض على الجميع التضامن معها والوقوف أمام التآمر الدولي الذي أوصل البلاد إلى ما وصلت إليه اليوم. إن الشعب السوري اليوم شعبٌ منسيٌّ في معاناته؛ فعلى الرغم من تصدّره وسائل الإعلام -في كل مكان على هذا الكوكب- إلا أن إغماض العالم عيونِه عن القتلة جعل سورية أرضًا خصبة لجذب التطرف وتصديره عالميًا، وهذا يتطلب منا جميعًا محاربته”.
وعن أسباب اختيار نوري الجراح وإبراهيم الجبين، قال كمال الدين: “إن الجرّاح والجبين يمثِّلان حالتَين كبيرتين في الثقافة السورية، وأظن أنهما قادران على إطلاق الصرخة. لقد عانى هذان الكاتبان -طويلًا- من المنعِ وتضييق الحريات في بلد، نظامه يمتلك موهبة استثنائية في القمع ومصادرة الحريات”.
ولد نوري الجراح عام 1956 في دمشق. قصائده تستلهم الفلسفة وتعتمد الأساطير. تتموضع أشعاره في منطقة البحر الأبيض المتوسط لكنها تلامس الموضوعات الكونية.
منذ بداية مسيرته الإبداعية، ينشر نوري الجراح أعماله الجديدة بانتظام. كما أسس عددًا من الهيئات والمنابر الثقافية، وأكثرها شهرة هو “المركز العربي للأدب والجغرافية”، والذي يهتم بأدب الرحلات العربي.
نشر نوري الجراح مجموعات شعرية عديدة، وكان آخرها بعنوان: “قاربٌ إلى لسْبُوسْ، مَرثِيَّةُ بَنَاتِ نَعْشٍ”، الصادر هذا العام عن “منشورات المتوسط” بميلانو. وقد ترجمت أشعاره إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية واليونانية والتركية. ويعيش في المنفى منذ 37 عامًا، ويرأس حاليًا تحرير مجلة “الجديد” اللندنية، ويعد واحدًا من أبرز الأصوات الشعرية والثقافية للثورة السورية.
أما إبراهيم الجبين فهو كاتب وإعلامي سوري، ولد في مدينة القامشلي عام 1971. ويعيش حاليًا في “دورتموند” الألمانية. بدأ مسيرته الإبداعية في سن مبكرة وحقق نجاحًا كبيرًا على شاشة التلفزيون السوري؛ حيث كانت له برامج حوارية سياسية أخذت شعبية كبيرة جدًا.
عمله متنوع بشكل كبير، ويجمع بين الأدب الروائي والشعر والمقالات. أدبه يتصدى لموضوعات إنسانية واجتماعية وكونية. وقد خلقت له روايته الأولى “يوميات يهودي من دمشق” شهرة كبيرة، وفي الوقت نفسه، أثارت ضجة كبيرة. وتم حظرها في سورية، وتعرض “الجبين” لمدة ثلاث سنوات (2006-2009) إلى استدعاء مستمر للمثول أمام محكمة عسكرية، وفي نهاية المطاف تمت تبرئته لعدم وجود دليل على ذلك، في نهاية عام 2009، ليتعرّض الكاتب للاعتقال لبضعة أسابيع؛ بسبب مواقفه السياسية. وفي بداية الثورة السورية تعرّض للمطاردة مرة أخرى، ثم غادر سورية عام 2011.