تدفق اللاجئون السوريون الراغبون في الدخول إلى سورية، عبر بوابة جرابلس – قرقميش، على الحدود السورية – التركية، لليوم الثاني على التوالي، بعد خمسة عشر يومًا من طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من مدينة جرابلس، على يد فصائل من الجيش الحر، وبمساندة القوات التركية من خلال عملية (درع الفرات).
وبلغ عدد اللاجئين الذين عبروا إلى سورية الأربعاء 250 شخصًا، جلّهم من النساء والأطفال، بعد إتمامهم إجراءات التسجيل والأذونات اللازمة من ولاية غازي عينتاب التركية، حيث اشترطت الحكومة التركية على السوريين الراغبين في العودة، مراجعة قسم إدارة الهجرة في ولاية غازي عينتاب لأخذ أذونات العودة، وتسجيل الأسماء، لتنظيم الدخول، وأكد ناشطون أن الحكومة التركية لم تشترط أن يكون الراغب في الدخول يملك بطاقة (الكمليك) التي تمنحها الحكومة التركية للاجئين السوريين، بل أي بطاقة إثبات شخصية، لكن بعد الدخول إلى الأراضي السورية، لا يمكن للاجئ العودة إلى تركيا.
وعبّر أغلب اللاجئين العائدين عن ارتياحهم للعودة إلى ديارهم، وقال ياسر إسماعيل، من أهالي المدينة لـ (جيرون): “بعد أكثر من عامين أمضيتها مُكرهًا في تركيا، لم ألتق خلالها بأهلي وزوجتي وأولادي، بسبب الأحداث المأسوية التي شهدتها المنطقة بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأشعر بفرحة غامرة لعودتي إلى بلدي الذي أنهكه الحرب”.
في حين قال إياد . ل، أحد العائدين: إنه “كان محكوماً عليه بالإعدام من قبل (تنظيم الدولة الإسلامية)، وتمت مصادرة منزلي وأثاث بيتي بتهمة انتمائي للجيش الحر، وتم تشريد عائلتي، ولولا ذلك لما فكّرت أبدًا بترك سورية، وأتمنى أن تكون حقبة التنظيم ذهبت بلا رجعة”.
هذه الرغبة في العودة لدى السوريين إلى بلادهم، عبر عنها الإعلامي والمذيع الإخباري في قناة 24 التركية، أردان زين تورك، الذي قال تعقيبًا على الأخبار المتعلقة بمدينة جرابلس وعودة اللاجئين: “هناك من عارض وجود السوريين في تركيا، ونحن قلنا لهم مرارًا: هؤلاء غير مستميتين للبقاء هنا، أو في البلاد التي يلجؤون إليها، بطبيعة الحال لم يصدقوا ذلك، انظروا إلى جرابلس، بعملية عسكرية بسيطة، وبتحريرها عاد السوريون إلى ديارهم، أرأيتم ذلك؟”، وأضاف: “هؤلاء كانوا يكسبون رزقهم في بلادهم بشكل أو بآخر، سواء كانت أوضاعهم جيدة أم تعيسة، إلا أنهم كانوا يعيشون في سورية، ولذلك ما إن استقرت أوضاع بلادهم عادوا إليها، فهم غير مستميتين للبقاء هنا”.
من جانب آخر قال نورسل جاكير أوغلو، نائب والي غازي عينتاب التركية، ومنسق المساعدات الإنسانية في الولاية، في تصريح له لوسائل الإعلام التركية: “إن الجهات التركية المعنية تواصل إعادة تأهيل البنى التحتية لمدينة جرابلس كاملة، والعمل جار على قدم وساق لإعادة الحياة إلى جرابلس، والحاجات الإنسانية سيتم نقلها من خلال معبر جرابلس – قارقميش، الذي دخل الخدمة منذ الأربعاء، وتزويد المدينة بالكهرباء، ومياه الشرب سيتم في أقرب وقت ممكن”.
في حين نقلت وكالة الأناضول التركية عن خليل شاشماز، مدير التجارة والجمارك في ولاية غازي عينتاب قوله: “إن معبر جرابلس – قارقميش دخل الخدمة الأربعاء، بعد إغلاقه لمدة عامين، عقب زوال خطر الإرهاب”.
ويذكر أن بوابة جرابلس الحدودية، كانت قد أُغلقت في كانون الثاني/ يناير 2014، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مدينة جرابلس ومعبرها الحدودي.