سجلت سورية رقما قياسيًا جديدًا في استهداف الصحافيين، بمقتل 13 إعلاميًا وإصابة 28 آخرين خلال شهر آب/ أغسطس الماضي؛ ما يجعلها الدولة الأكثر فتكًا بالصحفيين والإعلاميين، ويضعها في المرتبة الأولى كأخطر بقعة في العالم لممارسة العمل الصحافي، وتنوعت الانتهاكات ضد الإعلاميين، ما بين الخطف والقتل والاغتيال والموت تحت التعذيب في السجون والقنص والموت نتيجة القصف.
وحذرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان من أن أوضاع العمل الإعلامي في سورية “تسير من سيئ إلى أسوأ”، في ظل عدم رعاية واهتمام كثير من المنظمات الإعلامية الدولية بما يحصل في سورية، وتراجع التغطية الإعلامية بشكل كبير في السنة الأخيرة مقارنة بالسنوات الماضية.
وقالت الشبكة في تقرير أصدرته مطلع الشهر الجاري، إن قوات نظام الأسد، والميليشيات التابعة لها، قتلت 11 إعلاميًا، بينهم واحد تحت التعذيب، فيما قتلت القوات الروسية إعلاميين اثنين، في حين أصيب 17 إعلاميًا برصاص قوات الأسد، و10 إعلاميين بصواريخ الطائرات الروسية، واستهدف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إعلاميًا واحدًا، وتعرض 3 صحافيين للاعتقال، اثنان من أحد الفصائل المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية، تم الإفراج عنهما، والثالث اعتقلته قوات “الإدارة الذاتية” الكردية، كما تعرض عدد من الصحافيين للضرب والاعتداء والإهانة والتنكيل من قوات الأسد والميليشيات الأجنبية التي تقاتل معها، ومن فصائل معارضة مسلحة أيضًا.
وطالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان “المفوضية السامية لحقوق الإنسان”، بإدانة استهداف الإعلاميين، وتسليط الضوء على تضحياتهم ومعاناتهم، كما طالبت بإجراء تحقيقات مستقلة في استهداف الإعلاميين خصوصًا، ودعت مجلس الأمن إلى مكافحة سياسة الإفلات من العقاب، عبر إحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأهابت بالمؤسسات الإعلامية العربية والدولية مناصرة الإعلاميين السوريين، عبر نشر تقارير دورية عن أوضاعهم والتواصل مع ذويهم؛ للتخفيف عنهم ومواساتهم، وشددت على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين، وبشكل خاص الإعلاميين ومعداتهم.
وكانت منظمة “مراسلون بلا حدود”، قد عدّت سورية الأكثر فتكًا بالصحافيين في العالم، وذلك في تقرير نشرته في التاسع والعشرين من شهر كانون أول/ ديسمبر الماضي، وأشارت إلى أن 10 صحافيين قتلوا في سورية، من بين 67 قتلوا في جميع أنحاء العالم، ويزيد عدد القتلى من الصحافيين في 2015 بواحد فقط عن 2014؛ حيث قتل 66 صحافيًا.
وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 350 صحافيًا قُتلوا في سورية منذ اندلاع الثورة، فيما تؤكد منظمة “مراسلون بلا حدود” أن 787 صحافيًا وإعلاميًا، قُتلوا؛ بسبب عملهم المهني في السنوات العشر الأخيرة.