مصطلح سياسي، استُخدم لوصف كل من يحاول التلاعب بعواطف الجمهور، وتوجيه المشاعر العامة نحو هدفه، إن كان قائدًا سياسيًا، أم تيارًا، أم مجموعة، أم حزبًا، أم غير ذلك من مسمّيات.
وهو بالأساس تعبير يوناني مركّب من شقين: الأول “ديموس)”، وتعني الشعب، و”غوجيا” وتعني العمل، أي: (العمل للشعب)، والمقصود بذلك تتبع الحالة التعبوية الشعبية بمفرداته، بإقناع الجمهور بأنه مدافع عن مصالحهم، ويعمل لأجلها.
يُطلق هذا المصطلح على السياسي في الدولة الديموقراطية؛ حيث يعمل من خلال الخطابات وصياغة المفردات بطريقة تجعل منها شعارات تلائم الحالة، وتساعده على إغراء الجمهور، وتجييش العواطف لصالحه كسياسي ضد أقطاب آخرين.
عندما ظهر مصطلح الديماغوجية بداية في أثينا القديمة، لم يُستعمل بهدف الإساءة لمن يُطلق عليه، بل كان المقصود منه توصيف الزعيم الذي يعمل لخدمة الشعب، ولكن بات يُراد منه -بالتدريج- وصف نوع محدد من القادة، الذين يستغلون رغبات الناس المشتركة بين الطبقات الأوسع عددًا، فيحرّكونها بخطاباتهم؛ لغايات ذاتية تخدم مصالحهم وحدهم.
الديماغوجيون لا يُصغون إلى أحد ولا يكترثون للنقاش، ولا يهتمون بالآراء المعتدلة في الأزمات، وهم يميلون إلى حل الأمور الوطنية العامة بطريقة عنيفة إذا اضطُرهم الأمر.
لا يأتي هذا النوع من قادة المجتمعات عادةً، من الطبقات الغنية التي تميل إلى النقاش والتباحث، بل من زعماء أتوا من الطبقات الشعبية، التي يحاولون إقناعها بأنهم يكرّسون وقتهم وجهدهم لأجلها، ولكنّهم -في النتيجة- يستعملون العنف والإقصاء، ويبررون ذلك بالادعاءات أو الافتراءات غير السليمة، وخاصة بعد حيازتهم للسلطة، وبهذا هم أشخاص استغلوا الحريات العامة والديموقراطية لغايات غير ديموقراطية.
يرى المؤرخ اليوناني، بوليبياس، أن الديماغوجيين يجعلون الديموقراطيات مشوّهة وغير كاملة، حيث تنتهي بوجودهم إلى ديكتاتوريات، أي: “حكومة العنف والقبضة الحديدية”.
ومنذ أن تبدّل استعمال هذه الكلمة، بمفهومها الأساسي قديمًا في أثينا؛ وحتى الآن، يتم استخدامها مصطلحًا، لوصف القائد الذي يتعامل بالخدعة ويستغل الشعب لمصلحته.