استغل النظام السوري الساعات الأخيرة قُبيل سريان الهدنة، المتفق عليها بين الولايات المتحدة وروسيا، فقصف المدن والبلدات الخارجة عن سيطرته قصفًا جويًا مكثفًا، قبيل أول أيام عيد الأضحى، دون أي مراعاة للمشاعر الإنسانية.
وفي ريف دمشق، شهدت مدينة دوما، الأحد، قصفًا جويًا شنته المقاتلات الحربية التابعة للنظام، استهدف المدينة بأكثر من عشر غارات جوية، ترافق مع قصف بمدافع الهاون، والمدفعية الثقيلة لأحيائها السكنية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وقال أبو أكرم، أحد العاملين في الدفاع المدني في ريف دمشق، إن الغارات التي تعرضت لها مدينة دوما، تسببت بمقتل ستة أشخاص، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى دمار واسع في الأبنية السكنية والممتلكات العامة.
وأوضح لـ (جيرون): “مع حلول فترة الأعياد، وبعد أن رضخ النظام للمطالب الدولية بضرورة وقف إطلاق على النار على كامل الأراضي السورية، خلال أيام العيد، صعّد من قصفه للمدن المحررة بشتى أنواع الأسلحة، وكان نصيب دوما كثيرًا من الأذى والمزيد من التدمير، أدى إلى مقتل طفلين شقيقين من عائلة واحدة، وكان أخوهم الثالث قد قُتل بقصف مماثل شنه الطيران الحربي العام الماضي على المدينة”.
وأكّد الناشط الإعلامي أبو عمر الدمشقي: إن الطيران المروحي التابع للنظام “ألقى (الأحد) أربعة براميل متفجرة على بلدة بيت جن المحاصرة، مُسببًا أضرارًا مادية كبيرة في الممتلكات الخاصة، بالتزامن مع قصف مدفعي من تلال حربون، ودربل، الخاضعتين لسيطرة قوات النظام”.
وأضاف: “جاء قصف المدنيين؛ لمنع المعارضة المسلحة من التحرك، أو التنسيق مع رفاقهم في القنيطرة التي تشهد تقدّمًا ميداينًا لفصائل الجنوب، الذين أطلقوا أول أمس معركة تحت اسم “قادسية الجنوب”، ضد قوات النظام، بهدف فك الحصار عن الغوطة الغربية، والوصول إلى بلدة بيت جن”.
ووفقًا للدمشقي، فإن بلدة بيت جن، الواقعة في الغوطة الغربية من ريف دمشق، “تعيش أوضاعًا مأسوية صعبة، بسبب كثرة النازحين فيها، والحصار المفروض عليها من قوات النظام، الذي لا يسمح بدخول قوافل المساعدات الإغاثية والإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة”.
وكانت روسيا والولايات المتحدة، اللتان تملكان تأثيرًا كبيرًا في مراكز قرار طرفي النزاع في سورية، قد أعلنتا قبل يومين، التوصل إلى اتفاق يتضمن وقف الأعمال العدائية (إطلاق النار) بدءًا من مساء 12 أيلول/ سبتمبر الجاري في جميع أنحاء سورية.