أكد ناشطون من الغوطة الشرقية أن المعارك المتواصلة بين فصائل المعارضة، من جهة، وقوات النظام، مدعومة بالميليشيات المتحالفة معها، من جهة ثانية، على أطراف حي جوبر شرقي دمشق، دفعت بالثانية إلى إغلاق الطريق بين ساحة العباسيين ومركز الكراجات القريب موقتًا، نتيجة وصول الأعيرة النارية وسقوط عدد من القذائف داخل شوارع وأحياء المنطقة، ولا سيما شارع فارس الخوري.
وكانت قوات النظام -منذ نحو أربعة أيام- بدأت عملية عسكرية شاملة، في محاولة لاقتحام الحي الخاضع لسيطرة المعارضة، من ثلاثة محاور رئيسة: محور معمل كراش، ومحوري طيبة وعارفة على تخوم العاصمة، وتكبدت القوات المهاجمة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، خاصةً في اليوم الأول؛ حيث أكدت مصادر من فيلق الرحمن مقتل أكثر من 20 عنصرًا للمهاجمين، إضافةً إلى عديد الجرحى، وعطب عدة آليات ثقيلة، في حين سقط للمدافعين ما لا يقل عن ثلاثة قتلى من القادة الميدانيين في الحي.
وفي السياق، أعلنت مواقع مقربة من النظام عن تشييع نحو 15 عشر قتيلًا من عناصر الميليشيات المقاتلة إلى جانب النظام في الحي، داخل العاصمة دمشق، في أحياء دف الشوك وركن الدين والشاغور.
وأوضح ناشطو الغوطة الشرقية أن محاولات النظام اقتحام مناطقهم، من جهة حي جوبر، تزامنت مع محاولات مماثلة من جهة حوش نصري؛ حيث تدور معارك عنيفة بين مقاتلي “جيش الإسلام” وقوات النظام، في ظل قصف مكثف من الطائرات الحربية على المنطقة، مضيفين أن الثانية قصفت مواقع الاشتباك في حي جوبر -اليوم- بغاز الكلور، بعد عجزها عن اقتحام دفاعات مقاتلي المعارضة، لافتين إلى أن هذه العمليات العسكرية تؤكد أن الهدنة ما هي إلا غطاء سياسي للنظام وحلفائه للاستمرار في قتل المدنيين، وتهديد مناطق المعارضة “لاستثماره في المسارات السياسية المزمعة” على حد وصفهم.
