سورية الآن

الخجل… ماذا عن الوقاحة؟

عزيزتي سامنتا باور وعزيزتي الثانية ماريا زاخاروفا، لماذا التراشق بالمهاترات وليس هناك لا في موسكو ولا في واشنطن من يعرف معنى الخجل حيال المذبحة السورية المفتوحة وبما يشبه إدارة مشتركة من بلديكما، اللذين تجاوزا كل حدود الفظاظة في التعامي عن ذبح الشعب السوري منذ ستة أعوام، وأحيانًا كثيرة في المشاركة الفعلية بذبحه.

الخجل، أيتها السيدتان، لا مكان للخجل عند الكبار، إذًا دعونا نتحدث عن الوقاحة التي طالما استمعنا إليها من بيانات موسكو التي شددت دائمًا على أن الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبله وهو صاحب الحق في التقرير، وكذلك في بيانات واشنطن التي كانت قد سبقت الروس في الحديث عن حق هذا الشعب المذبوح.

ولكن ماذا حصل بين جون كيري وسيرغي لافروف على امتداد كل هذه السنوات، وأين كان حق الشعب السوري، بعدما فاجأنا كيري أخيرًا بقوله، أن عدد القتلى من أبنائه تجاوز 450 ألفًا، وهذا في السجّلات فقط لا في المجاهل ولا في أعالي البحار، أين كان الحق منذ البداية، مع “المبادرة العربية” التي خنقها لافروف بيديه، ومع كوفي أنان الذي تركته واشنطن وموسكو غارقًا في الفشل الدموي، وأين كان حق الشعب السوري مع الأخضر الإبرهيمي الذي سيُتهم بالخيانة لأنه ذكر يومًا كلمة حق لهذا الشعب.

تتحدثون عن الخجل، وتتشدقون بالحديث عن حق الشعب السوري، وقد جعلتم سوريا ساحة ملاكمة دولية، وجعلتم سورية مقبرة أسطورية، دفنت شعبًا وبلدًا لأن العضّ على الأصابع لن يتوقف بين ثعلب يدعى بوتين ومراوغ يدعى أوباما، وكلاهما يرقص على قبور السوريين، بوتين عارضًا عودة النفوذ الروسي في المنطقة وأوباما هامسًا “دعوه يغرق في كراهية العالم السني”.

كان ينقص السوريين هذا التراشق المقزز بين باور وزاخاروفا، وقت تتسع دائرة الذهول إلى مداها بعدما قرأ السوريون ومعهم العالم أخبار”الاتفاق السري” بين كيري ولافروف، الذي سبق إعلان تلك الهدنة المتهالكة، وهو الاتفاق الذي لا يعلم الشعب السوري شيئًا من تفاصيله ولست أدري إذا كان النظام يعلم بها!

بعد ثلاثة مؤتمرات فاشلة في جنيف في رعاية الدولتين العملاقتين أميركا وروسيا، كيف أمكنكم التوصل إلى اتفاق نيابة عن الشعب السوري، الذي تتشاركون مع حلفائكم وعملائكم في ذبحه؟
الروس يقولون إن أميركا هي التي ترفض إعلان الإتفاق وهذه وقاحة أميركية، لكنها فظاظة روسية أيضًا، فهل أن بوتين حريص على ماء وجه أوباما كي لا يقوم بتسريب نص الاتفاق على الأقل لإحراج البيت الأبيض، الذي باع المعارضة وهو يغرق الآن في خلاف عاصف مع “البنتاغون”، وهو ما سيرتب على الشعب السوري النزف فترة طويلة بعد مجيء الإدارة الأميركية الجديدة؟.

Author

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق