أدب وفنون

إيصال الصوت الوطني

تحت عنوان إيصال الصوت الوطني، كتب أحد الزملاء من اتحاد الكتاب العرب، في الموقف الأدبي العدد 518، مقالة أقتطف منها ما يلي دون تصرّف؛ لطرافتها:

“أن تقص لساني وتطلب مني إبداء رأيي بصراحة وجرأة؛ كيف يُقبل هذا؟! فالمعني بالرسالة الإعلامية والأدبية المواطن السوري أولًا، وهو لا يتابع القنوات السورية المحجوبة عنه بقرار جائر من إدارة نيل سات وعرب سات. وعليه أرى أن تعمل الدولة على إيصال صوتها لمواطنيها، ولا سيما داخل سورية، وذلك من خلال تيسير اقتناء التجهيزات المطلوبة لالتقاط البث الوطني، وربما توزعها مجانًا للذين يرغبون، وذلك خلال فترة محدودة بعدها يتم فرض غرامة على من لم يركب هذه التجهيزات؛ حتى يصله صوت بلده الحبيب سورية”.

انتهى قول الزميل الأديب.

أنا شخصيًا لا يسعني إلا أن أشيد ببلاغة الزميل عضو اتحاد الكتاب، وخاصة في قوله مطلع المقال: (أن تقص لساني وتطلب مني إبداء رأيي بصراحة وجرأة؛ كيف يُقبل هذا؟!) فهي بلاغة تقف على حدودها، دون أن تتعداها بلاغة الزمخشري والجاحظ، وغيرهما من أساطين البلاغة العربية.

كما أثمن عاليًا حرص الزميل على أن يبدي المواطن رأيه بصراحة وجرأة، دون أن يتعرض لقص اللسان، لا سامح الله، والذي يتعرض له الآلاف في وطننا الحبيب.

كما أقدر لهفته وحرصه على أن يصل الصوت الوطني إلى كل السوريين، في الداخل والخارج، وفي المهاجر وفي مخيمات النزوح، وفي الأقبية والمعتقلات، تحت طائلة الحبس داخل أروقة مبنى التلفزيون في ساحة الأمويين، لمن لا يرغب بمشاهدة الفضائية السورية، أو قناة سما (الدنيا سابقًا).

وإضافة إلى الغرامة التي اقترحها الزميل لمن يركب رأسه، ولا يركّب التجهيزات التي تمكنه من سماع صوت الوطن الحبيب، أطالب بالضرب بيد من حديد على يافوخ من تسول له نفسه أن يتهرب من هذا الواجب الوطني، فشراء تلك التجهيزات يساهم مساهمة فعالة في رفع معنوية الشعب السوري الذي يخوض معركته الشرسة، ضد أولئك الذين خرجوا من السجون؛ كي يعيثوا فسادًا في الأرض، وعلى ذكر الفساد، فربما حاول التجار الملاعين أن يستوردوا أجهزة كورية، أو صينية فاسدة، بدلًا من الأجهزة اليابانية المكفولة طوال فترة القضاء على الإرهاب، وبدلًا من أن تساهم تلك التجهيزات الصينية والكورية في إعادة بث قنواتنا الوطنية، فقد تساهم في تشفيرها، والعياذ بالله، وبذلك ينطبق علينا المثل الشعبي: “مطرح ما سرينا طلعلنا الضو”، أو “مطرح ما شخ شنقوه”؛ فنحن -السوريين- في أمس الحاجة إلى أن نتابع ملاحقة جيشنا الباسل للعصابات الإرهابية، كي نكون على بينة من أمرنا. ونعدّ ذلك واجبًا وطنيًا آخر، ولا ينبغي قبول أي عذر من أي مواطن بحجة ضيق ذات اليد، فالمثل يقول: “خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود”؛ فهل هناك أسود من هذه الأيام التي نعيشها في سورية.

ومن لا يلتزم بشراء تلك التجهيزات يابانية الصنع، اقترح له العقوبة التالية: أن يُحبس ذلك المواطن، الممتنع عن تركيب تلك الأجهزة، في منفردة من تلك المنفردات التي تنتشر على مساحة الوطن، بحيث يتم تركيب أجهزة صوت في كل منفردة، وبث أشعار حماسية بصوت جهوري من وزن:

“أنا بعث وليمت أعداؤه    عربي عربي عربي”

وأغان وطنية تسمم البدن، تتحدث عن الممانعة والمقاومة من نوع:

“عبيلي الجعبي خرطوش وناولني هالبارودي

بيكلفني خمس قروش البيقرب صوب حدودي”.

ومقابلات وتحليلات سياسية لشريف شحاذة، أو ناصر قنديل، أو غيرهما من المحللين الممانعين، وأفلامًا وثائقية لصور تدمير بابا عمر والقصير، وترحيل سكان الزبداني وداريا، وغيرها من المناطق والمدن السورية، ومقاطع فيديو تصور الطائرات الروسية “الصديقة”، وهي تقذف المدن السورية بالنابالم والقنابل الفراغية، وصورًا للبراميل المتفجرة التي تستهدف أوكار المواطنين عملاء الثورة السورية، وصورًا للأطفال السوريين الإرهابيين من حمزة الخطيب حتى عمران الحلبي.

وذلك من أجل رفع معنويات المواطن السوري، وتعزيز ثقته بالنصر على يد حزب الله وأمينه العام، والميلشيات العراقية، ولواء أبي فضل العباس والحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس بقيادة قاسم سليماني، والطيران الروسي الصديق.

“إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون”.. “ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب”.

صدق الله العظيم.

مع ملاحظة أن هذا التهديد بالخرطوش والبارودة لا يشمل تهديد إسرائيل، العدو التاريخي للعرب؛ فهناك أولويات تنبغي مراعاتها، إذ لا يمكننا فتح معركتين في وقت واحد، مع احتفاظنا بحقنا في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية الماكرة، بعد أن ننهي معركتنا مع الشعب السوري الإرهابي، وقطع دابره من الجذور، دون أن نترك له أثرًا، كما يقول الشاعر:

لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها    أن كنت شهمًا فأتبع رأسها الذَنَبا

فعلى الباغي تدور الدوائر. سيروا ونحن من ورائكم، والله من وراء القصد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وإنا لله وإنا إليه راجعون…

مقالات ذات صلة

إغلاق