قضايا المجتمع

قطاع الدواء في القامشلي يتدهور ولا حلول

أخّذ القطاع الصحي في مدينة القامشلي حيزًا من اهتمام الهيئات التابعة لما يسمى بـ “الإدارة الذاتية” في شمالي سورية، لكن دونما نجاح يُذكر، حيث الصعوبات تتوالى والمعوقات كثيرة، ولا أحد يجد حلًا لها، سوى التذرّع بانقطاع الطرق و”الحصار” المفروض على مقوّمات الحياة في المنطقة، إضافًة إلى تعليل فقدان الأدوية، بإغلاق المعابر الحدودية على خلفيَّات سياسية بحتة، لكن غير معلنة للمواطنين عامّة.

فقدان الأدوية الأساسيَّة

ينظر معظم المواطنين -في مدن محافظة الحسكة- بعين الريبة إلى مسألة انقطاع الأدوية والنقص الشديد الحاصل، فالمسألة ليست جديدة، بقدر ما هي مُعادة ومُكرّرة عمدًا، ويقول الصيدلي نصر بيريك، لـ (جيرون): “تُعاني المنطقة من نقص حادّ في معظم أنواع الأدوية، منذ أكثر من عامين، إلّا أنّ الأيام القليلة الأخيرة شهدت انقطاعًا كاملًا، ينذر بأيّام سوداء بخصوص الدواء، الذي يُعدّ من أكثر المواد استهلاكًا في الوقت الحالي، ومن المتوقّع إن استمرّت الأوضاع على ما هي عليه في الوقت الرّاهن، لمدة شهر إضافي، أن تختفي الأدوية الأساسيَّة من الأسواق كليًا، وهذا أمر مقلق جدًا”.

وحول أهمّ الأدوية المفقودة في الوقت الرّاهن، أوضح بيريك: “إنها أدوية الضغط، ومرض السكّري، والقلب؛ وحتّى أدوية المستشفيات الإسعافيَّة، باتت تتناقص تدريجيًا وسريعًا، وهناك محاولة للاستعاضة بالأدوية البديلة، إلّا أنّ التجربة غير ناجحة؛ لأسباب تتعلّق بأنّ تلك الأدوية البديلة تأتي إلى المنطقة بطرق غير نظاميَّة، وبالتالي؛ لا نستطيع بيعها إلا بأسعار مرتفعة، لا تتلاءم مع الأوضاع المعيشية لسكّان المحافظة، فضلًا عن أن الأدوية البديلة ليست بالفاعليَّة والجودة ذاتها”.

وتابع: “في اعتقادي ومن خلال المتابعة، فإنّ عدم دخول الأدوية إلى المحافظة، هو قرار سياسي بحت، مقارنًة بدخول باقي المواد الأخرى وتوافرها ولو بشكل محدود”.

وكانت مصادر في المنطقة قد قالت، قبل ثلاثة أشهر: إن الحكومة السورية تتعمّد قطع الدواء عن محافظة الحسكة؛ لأسباب سياسيَّة بحتة، وتستخدمها كورقة ضغط على المواطنين؛ للتمرّد على سلطات ما يسمى بـ “الإدارة الذاتية”؛ لخلق حالة من الفوضى والمواجهات الداخليَّة الدامية.

تفاوت الأسعار

تتفاوت أسعار الأدوية المُباعة في الصيدليَّات بصورة كبيرة، ويصل الفارق في سعر الدواء نفسه، بين مدينة وأخرى، إلى ما يربو على الألف ليرة، دون رقيب أو حسيب، مع وجود خشية من أن يتحوّل احتكار بيع الدواء إلى تجارة رائجة، وهو ما يُشير إليه أحد المواطنين من مدينة عامودا بالقول: ” توجد الأدوية في مدينتنا الصغيرة بشكل معقول، بفضل المستوصف، ومركز (الهلال الأحمر الكردي)، وبعض الصيدليات التي تحتفظ بعلب قديمة، دخلت إلى المنطقة في شحنات مساعدات سابقة، ولكن هذه الكميَّات في طريقها إلى النفاد، وخاصّة أدوية مرضى السكريّ، وبالتحديد مادّة الأنسولين الضروريَّة للمرضى”.

يبدي المواطنون قلقهم، في الوقت نفسه، من وجود أدوية بديلة، قد تكون غير نافعة، ويشتكون من أسعارها المرتفعة، وتعزو هيئات الصحّة التابعة لـ “الإدارة الذاتية” ذلك، إلى إغلاق المعابر البريَّة والجويَّة، علاوة على ارتفاع أجور الشحن.

في السياق ذاته، أفادت مصادر خاصّة لـ (جيرون) بأنّ رئيس نقابة الصيادلة في محافظة الحسكة قد زار -أخيرًا- العاصمة دمشق، قبيل الاشتباكات التي جرت -في الآونة الأخيرة- بين الوحدات الكردية وقوات النظام، والتقى مع مدير الصحة ورئاسة وزراء النظام السوري، وتوصّل الجانبان إلى اتفاق شمل حتى أجور الشحن الجوي، وجرى الاتفاق على إرسال كمية من الأدوية، بواسطة الشحن الجويّ، لكن الاشتباكات الأخيرة ألغت الاتفاق، ولا جديد يخصّ إرسال الأدوية إلى المحافظة حتى الآن.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق