_1_
لأن ذاكرته تحفظ صرخات الغرق مثل موسيقى الكمنجات
أخذوه كي يسبح في نهر مكثف
وسموا حكمة السرد استعارة محضة!
_2_
في الشارع
قد تمر بك قصيدة لا تكتبها
تكتفي بشَّم عطرها
ثم تمضي وحيدًا!
_3_
تحت سماء تدثّر جثة الصباح بمعطفها الرمادي
كانَ صوتكِ بكلِّ ما فيه من محاربين وأشجار ومظلات، يتدحرج في منحدراتِ روحي، ويحفر في جدران دمي ندم التأجيل.
التأجيلُ أكثر حكمة من ابتسامةِ غيمة رأيتها في المنفى، تنشر أولادها فوق الجبال وتنحني لقراءةِ أنباء الطين.
بعيدًا عن حرية المطر في معانقة الفوضى
قريبًا من فواتيرِ الوقت الهارب من ذكرياته
الرصاص وعيناكِ قاتلان!
_4_
وأحسدُها
تنهضُ هادئةً كالنسيان
تمرّ على الخارطة
تنظف وجه الباب من نزوات الفجر
تفتح نوافذ ذكرياتها للشمس
تصفّف شَعر الحديقة، بلا عشاقٍ وحكايات
وتطعم رغيف أحلامها للبلابل!
وأحسدُها
_في الحرب_
على الركض والضحك والتحمّل
فيختنق قلبي
وأنزف روحي على طاولة الملل
أغوي ذاكرتي الناقصة بالنص
وأكتب لقتلِ عقارب الفراغ!
وأحسدُها
تنامُ في مقبرةٍ مستعملة
تثقُ بالليل
وتشكُ بالموتى!
_5_
تتساقطُ عليكَ الكآبة واليأس من كل الجهات
وتأخذك الهموم إلى تفاصيل الخديعة والشحوب!
اهدأ فقط!
وهيّئ نفسك لقراءةِ قصيدةِ حبّ في ساحة المعركة
وأترك الموسيقى تسيلُ فوق كلّ هذا الخراب!
_6_
أنتَ لا تعرّف الفتاة الواقفة فوق الجسر
لا تعرّف كيف تعزف موسيقى الضحك على مفاتيحِ قلبها
أو كيف تروّض أحلامها الراكضة في ربيعٍ متوحّش
وأنتَ لا تعرف كيف تقطّع غيمة الصمت أيضًا
فلماذا تركت كلاب قلبك تركض نحو الجفاف؟
بينما نهر يأسك يستمرُّ في الجريان!
_7_
هذا المساءُ سعيد
لكنّه سيمضي!
هذا المساءُ حزين
أشمُّ في خدوده نوافذ القرى!
هذا المساءُ للركضِ
قلبكَ في يديّ
وعيناكَ في جسدِ أنثى!
إذنْ من حق هذا النص أن يكبر
وللجهات أن تضيع!