قد يعتقد البعض أن الرئيس أوباما، سوف يسأل المسؤولين الرسميين الكبار في الجيش الأميركي، كي يعطوا رأيهم قبل اتخاذ قرار إدارته في كانون الثاني/يناير بشأن إرسال مبلغ 400 مليون دولار أميركي إلى إيران نقدًا. خاصة، أن إيران تعدّ الدولة الأساسية الراعية للإرهاب العالمي، ويفضل الإرهابيون عادة، الدفعات النقدية على الحوالات البنكية، لأنها صعبة التعقب.
وقد هددت قوات إيران المسلحة، بشكل مباشر وغير مباشر، الجيش الأميركي الموجود في الشرق الأوسط.
لكن الرئيس أوباما، ووزير الخارجية جون كيري، لم يستشيرا وزير الدفاع آش كارتر، أو رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، جوزيف دنفورد، قبل اتخاذ القرار.
وقد جاء ذلك الخبر في أثناء جلسة استماع أمام لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، يوم الخميس. في رد على سؤال من عضو مجلس الشيوخ تيد كروز (الممثل عن ولاية تكساس) عن الدفعة النقدية لإيران، وقد قال كارتر بوضوح إنه كان خارج تلك الصفقة.
قال كارتر: “لم نكن نحن جزءًا من ذلك”، مضيفًا أنها كانت جزءًا من تسوية لخلاف قانوني دام لمدة عقود بين إيران والولايات المتحدة حول مبيعات الأسلحة. ثم قال: “لا أعلم جميع التفاصيل حول الأمر، ولم نكن أنا ولا رئيس الأركان على اطلاع بالمسألة. اتخذت كل من السلطة التنفيذية والجهات الديبلوماسية ذلك القرار، وأود إحالتك إليهم للإجابة عن السؤال”.
وحين سئل دنفورد عن الدفعات النقدية، أجاب: “لست أحاول التملص من الإجابة، لكنني لا أعلم التفاصيل عن تلك الصفقة، وقد كانت بالفعل قرارًا سياسيًا صرفًا اتُّخذ لتأمين المبلغ، ولا أعتقد أنه من اللائق بي أن أعلق على ذلك الأمر”.
وأخبرني كريستوفر شيروود، الملحق الصحفي بالبنتاغون، لاحقًا، الأمر نفسه تقريبًا. حين قال “تم ترتيب ذلك كله ضمن الإدارة، لم يكن لوزارة الدفاع أي علاقة بالأمر”.
كل ذلك مهم لمجموعة من الأسباب. بدايةً، وكجواب عن أسئلة متكررة حول الدفعة النقدية تلك، والتي تزامنت مع صفقة معقدة لإخلاء سبيل أميركان محتجزين في إيران، دافعت وزارة الخارجية عن القرار بالقول إنه مر عبر المؤسسات والوكالات المعنية. وفي المؤتمر الذي انعقد في الرابع من آب/ أغسطس، سئل مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية، عمّا إذا كانت تلك الدفعة شكلًا من أشكال الفدية. واستهل تونر إجابته بالقول: “هنالك دائمًا نقاش مؤسساتي يضم وكالات معنية حول قرار مثل ذلك، وقد شمل ذلك كل تلك الوكالات”.
وجاء الكشف بعدم علم البنتاغون في عملية صنع ذلك القرار بعد تقارير توضح أنه “على الأقل، بعض صناع القرار تم استبعادهم، ولم يستشرهم أحد حول دفعات مالية لإيران”.
وفي هذا الأسبوع، أصدرت “ذ ويكلي ستاندارد” تقريرًا عن الأعضاء الرئيسين في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ، بمن فيهم رئيس اللجنة عضو مجلس الشيوخ بوب كوركر، ممن لم يتم إخبارهم عن دفعات مالية لإيران، حتى بعد قول أوباما إن على الولايات المتحدة إرسال مبلغ نقدي، لأن النقل عبر البنوك لدفعة كتلك لم يكن ممكنًا.
وذكرت “بوليتيكو” هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة كانت ترسل مبالغ إلى البنوك الإيرانية عبر حوالات بنكية، قبل تلك الدفعات النقدية بوقت طويل.
ويعد ذلك الكشف آخر مثال عن كيفية نأي القادة العسكريين الأميركان بأنفسهم عن سياسية جون كيري المتعلقة بالشرق الأوسط. فصعوبة بالغة، تمكن كبار القادة في الجيش إخفاء معارضتهم لاتفاقية وقف إطلاق النار الأخيرة، التي وقّعها جون كيري لتنفذ في سورية، والتي يفترض أن تفضي إلى إيقاف القصف الذي يتم بالتعاون بين الولايات المتحدة وروسيا، لاختيار الأهداف المقصودة لمدة أسبوع، ولم تتوقف. فخلال جلسة الاستماع، قال دنفورد إن البنتاغون لا ينوي إشراك روسيا في أي عمليات استخبارية.
وأهم ما في كل ذلك، هو أن الشقاق بين الجيش وبين البيت الأبيض، والذي ظل ينمو منذ بداية ولاية أوباما، يخرج على العلن في شهور ولايته الرئاسية الأخيرة.
ومنذ مغادرتهم عملهم، تحدث كل من وزراء الدفاع الثلاثة السابقين بشكل علني حول إحباطهم المتعلق بسياسات البيت الأبيض.
كتب روبرت غيتس، وهو وزير دفاع أوباما الأول، مذكرة لاذعة، اشتكى فيها من ائتماره بأمر موظف رفيع في البيت الأبيض.
وأخبر ليون بانيتا، الذي ترأس البنتاغون بين 2011 و2013، صحيفة “النيويورك تايمز” في وقت سابق من هذا العام، أنه لم يرَ الرسائل التي أرسلها أوباما إلى القائد الأعلى في إيران، لا حين خدم كمدير للـ سي آي إيه، ولا كوزير للدفاع.
وأخبر تشَك هيجل، خليفة بانيتا، الـ “فورن بوليسي” في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أنه يعتقد أن البيت الأبيض تعمّد تدميره بشكل شخصي.
علينا التمهل، ولكن إن كان للشهادات العلنية الأخيرة أن تشير إلى شيء، فهو أن كارتر كذلك سوف يكتب مذكرة مليئة، لحظة مغادرته منصبَه.
عنوان المادة الأصلي بالإنكليزية | The Pentagon is furious at Obama over the Iran ransom payment |
اسم الكاتب بالعربية والإنكليزية | Eli lake إيلي ليك |
مصدر المادة أو مكان نشرها الأصلي | New York Post
|
تاريخ النشر | 24 أيلول/سبتمبر 2016 |
رابط المادة | http://nypost.com/2016/09/24/the-pentagon-is-furious-at-obama-over-the-iran-ransom-payment/ |
اسم المترجم | مروان زكريا |
تعليق واحد