صدر حديثًا للمؤلف عمر العرودي كتاب “الحرب على الأمة السورية: أسرار وحقائق 2011 – 2015″، يتناول فيه مرحلة السنوات الخمس الأخيرة الحرجة من الثورة، ويُعدّ في هذا الإطار وثيقة تاريخية وشهادة مهمة لمرحلة مفصليّة في تاريخ سورية؛ مرحلة يحاول النظام السوري تصويرها على أنها حرب على الإرهاب، ويعمل الإعلام العالمي على تصويرها بأنها حرب أهلية، لتتملص الدول من مسؤولياتها القانونية والأخلاقية.
والكتاب الصادر عن دار (دامسكا) للنشر في باريس، يأتي ردًا على أولئك، ليثبت أن ما يحدث في سورية هو استهداف للوطن السوري، بكل مكوناته، من قوى إجرامية ظلامية، يُمثّل الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية رأس حربتها.
وقد بذل المؤلف العرودي، الذي عمل على الكتاب ثلاث سنوات متواصلة، مجهودًا جبارًا في تحري وتوثيق المعلومة الصادقة غير المسيسة؛ ليخرج الكتاب وثيقة تاريخية علمية مهنية تخدم الحقيقة.
يقول الكاتب “بين دفتي هذا الكتاب خلاصة عمل ثلاثة أعوام متتالية، بسوادها وبياضها، ثلاثة أعوام كأنها ثلاثة قرون مرت على بلدي الحبيب سورية، ثلاثة أعوام وأنا أجمع وأوثّق وأرصد -كل يوم- عدد شهداء سورية الأم. رصدت كثيرًا من المجازر والمعارك، وسجلت ملخصًا لكل يوم، وثّقت أسماء كل من تسبب بقتل شعب سورية، وكل من كان سببًا لذلك؛ وستجدون تاريخًا موثقًا لتجربة عشتها بوجودي في سورية، بداية العام 2011 وحتى خروجي منها، لأكمل عملًا ضخمًا وكبيرًا بدأته، وعاهدت نفسي على أن يصل إلى العالم، إلى كل العالم بأكثر من لغة”.
يُستفاد من الكتاب، عدا عن إيصال الحقيقة الغائبة عن كثيرين، في محاسبة المجرمين الذين استحلوا دماء السوريين، ودمروا مدنهم وقراهم، وعملوا على تجهيلهم وتهجيرهم.
الكتابَ صرخة شعب، تأمل أن يجد أذنًا صاغية لدى الضمير الإنساني، إن بقي ثمة ضمير.
ويُشار إلى أن العرودي، كاتب وصحافي سوري، مقيم في باريس، له عدة أعمال منها: كتاب (العنف ضد الأطفال والحالات النفسية للأطفال في ظل الحروب). حاصل على شهادات عديدة، صحافية وإعلامية وتربوية ونفسية ودبلوم في البرمجة اللغوية العصبية والعلاقات العامة، يكتب في مواقع إلكترونية عديدة، ويعمل مديرًا لأحد المواقع الإخبارية، له قيد الطباعة رواية سياسية تتحدث عن صراع الحضارات.