بدأ قبل نحو أسبوعين العام الدراسي الجديد في سورية، وسط تزايد وتيرة العنف واستهداف طائرات النظام وسلاح الجو الروسي للمرافق العامة، كالمستشفيات والمدارس والأسواق في المناطق التي تُسيطر عليها الفصائل المعارضة، وتعاني -في هذا المجال- مناطق ريف إدلب من صعوبات كثيرة، يزيدها تعقيدًا الخوف من قصف الطائرات للمدارس والمؤسسات التعليمية.
تنفي كل الفاعليات الأهلية في المنطقة ما يحاول النظام السوري ترويجه، بأن الفصائل العسكرية المسلحة هي التي تسببت بتخريب المدارس وخروجها عن الخدمة التعليمية، وفي هذا السياق، قال إبراهيم العمر، عضو إحدى المجمعات التربوية في ريف إدلب، لـ (جيرون): “اتهامات النظام السوري للفصائل العسكرية المُعارضة بأنها قامت بتخريب المدارس، واتخاذها مقراتٍ عسكرية لهم في ريف إدلب، أو استعمال الغرف الصفية مستودعاتٍ للذخيرة أو أماكن للمنامة، كلها ادعاءات غير صحيحة جملة وتفصيلًا، وهذه التهم كاذبة ولا صحة لها في مناطق سيطرة المعارضة، ونملك ملفًا خاصًا يثبت الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبها النظام نفسه لمدارس المنطقة”.
وأضاف “يتهمنا النظام بتخريب المؤسسات التعليمية، بينما في الحقيقة نقوم، بكامل الكادر التربوي في مديرية إدلب الحرة، والمجمعات التربوية في محافظة إدلب، بكل الجهد الممكن لترميم المدارس التي كانت هدف لطائرات النظام في ريف إدلب، أيضًا، هُنالك فصيل عسكري مُعارض في ريف إدلب يدعم نحو 50 مدرسة، وساهم في ترميم 8 مدارس قبل بدء العام الدراسي لسير العملية التعليمية”.
من جهته، قال أبو القاسم، عضو مديرية التربية الحرة في إدلب، لـ (جيرون): “نحن في مديرية التربية الحرة في محافظة إدلب قمنا بإجراءات استعدادًا للعام الدراسي الجديد، كوننا انطلقنا بالتعليم منذ سنوات في إدلب، ولدينا مناهجنا الخاصة بنا في مناطق المعارضة، وهي لا تختلف من حيث المحتوى العلمي عن مناهج وزارة التربية التابعة النظام، إنما تم تنقيحها من حيث المحتوى من الرموز والعبارات التي كان يزرعها النظام في هذه المناهج”.
وبحسب إحصاءات مراصد مختصة في المنطقة، فإن طائرات النظام وروسيا، دمّرت العديد من مدارس ريف إدلب، حيث استهدفت طائرات النظام مدرسة “تل السلطان” في ريف سراقب، بتاريخ 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، ودمّرتها بشكل كامل، وفي مدينة معرة النعمان استهدفت طائرات النظام مدرسة “أبي علاء المعري”، بتاريخ 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، وتسببت بدمار جزئي فيها، وكذلك استهدفت طائرات النظام مدرسة “كنصفرة” في جبل الزاوية في ريف إدلب، بتاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، وتسببت بدمار كبير في الغرف الصفية وجدار المدرسة، وخروجها من الخدمة التعليمية، كما استهدف سلاح الطيران مدرسة “بنات جسر الشغور” في ريف إدلب، في 2 كانون الأول/ ديمسبر 2015، وتسبب بدمار كبير في المدرسة وخروجها من الخدمة أيضًا، وسقط صاروخ “بالستي”، أُطلق من البارجة الروسية، هاويًا على أطراف مدرسة “الريفية” في مدينة سرمين بتاريخ 6 آب/ أغسطس 2016 وتسبب بدمار جزئي فيها وبجدرانها، واستهدفت طائرات النظام أخيرًا مبنى مديرية التربية الحرة، في محافظة إدلب في 12 آب/ أغسطس 2016، وتسببت بدمار جزئي فيها.
واختصر أحمد حاج أمين، مدير مدرسة في ريف إدلب، المخاوف لدى المدرسين والطلاب، وقال لـ (جيرون): “أهم ما تُعاني منه المدرسة الخوف عند سماع صافرات الإنذار عند وجود تحليق لطائرات النظام في سماء المنطقة، حيث ينتشر الرعب والخوف بين الطلاب، ويتّجه الجميع إلى ملجأ المدرسة، وتتوقف الدروس تحسبًا من القصف، وبتنا على يقين من أن عملية استهداف المؤسسات التعليمية والمدارس، في مناطق سيطرة المعارضة، باتت هدفًا رئيسًا لطائرات النظام”.