قضايا المجتمع

“صوت الثورة” عنوان اليوم الأول من فعالية (أوقفوا العدوان الروسي)

افتتحت شبكة (جيرون) الإعلامية اليوم الأول من فعالية (أوقفوا العدوان الروسي) بأمسية فنيةٍ “ثورية”، أحياها عبد الباسط الساروت، ابن حي البياضة في قلب “عاصمة الثورة” حمص، الذي صاغ صوته من جديد الحكاية السورية التي ابتدأت في آذار/ مارس 2011، وأعاد بأغانيه البسيطة إحياء شريط من الذكريات، بكل ما يحمل من أفراح وأحزان دفينة في الوعي الجمعي للسوريين، مشددًا في كلمةٍ له -قبل أن يبدأ الغناء- على أن الأمل بالنصر والحرية متجذر في نفوس السوريين.

وتأتي فعالية (أوقفوا العدوان الروسي) بمناسبة مرور عامٍ كامل على بدء العمليات العسكرية الروسية المباشرة ضد الشعب السوري، ومحاولةً من شبكة (جيرون)؛ لإعادة تسليط الضوء على ما ارتكبه الروس، بالشراكة مع “النظام السوري”، من جرائم بحق الإنسانية في سورية، وحشد الرأي العام السوري، ولا سيما المغتربين، بما يضم من خبرات وطاقات، قانونية وسياسية وثقافية؛ للضغط على المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية، بغرض دفعه إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه ما يحدث في سورية.

تضمنت الحملة قراءة مُعمقة في خلفيات وأبعاد الانخراط الروسي في الصراع السوري، إلى جانب النظام، من خلال محاضرة مكثفة قدّمها عبد الله تركماني، الباحث في مركز (حرمون) للدراسات المعاصرة، ركّز فيها على تفنيد مواد وبنود المعاهدة الموقعة بين بشار الأسد وموسكو، وعدّها صكًا للانتداب الروسي على سورية، لافتًا إلى أن أخطرَ ما في تلك المعاهدة المكونة من 11 مادة، أو بندًا، المادتان السادسة والسابعة، حيث تنص المادة السادسة على أنه يُمنع على أي سوري الدخول إلى قاعدة روسية، دون إذنٍ مسبق من مسؤوليها، أما السابعة، فتنص -صراحةً- على أن الدولة السورية تتحمل كافة ما ينجم عن التدخل الروسي من نتائج وتبعات من أي جهةٍ كانت.

على هامش محاضرته، أكد التركماني لـ (جيرون) أن أهمية هذه الندوات والفعاليات “تأتي في إطار أن السوريين يحتاجون إلى مثل هذه اللقاءات، ولا سيما أن النشاط السوري على مدى السنوات الماضية، لم يأخذ طابعًا مؤسسيًا”، وأضاف: “بالتالي؛ فإن أهمية هذه الفعاليات تنبع من كونها بدأت تكتسي -أخيرًا- طابع عمل مؤسساتي دوري، واستطاعت جذب قطاعات واسعة من شرائح الجمهور السوري في المهجر، على عكس ما كان يحدث سابقًا، حيث كان يحضر هذه اللقاءات عدد محدود من المهتمين والمختصين، إلى جانب -طبعًا-  أهمية تثبيت عناوين رئيسة متعلقة بالقضية السورية في الذاكرة الجمعية للسوريين”.

وشدد تركماني على أن واحدة من أهم الخطوات الملحقة بهذه الفعاليات، والواجب العمل عليها، هو ترجمة خلاصاتها ومخرجاتها لمخاطبة الرأي العام العالمي؛ للضغط على صناع القرار، بما يقود إلى تحرك مؤسسات المجتمع الدولي الصامت إزاء ما يحدث حتى اللحظة، وهو -بالفعل- ما ستفعله الشبكة.

تضمنت الفعالية أيضًا، مداخلةً لمنسق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، ارتكزت على ثلاثة محاور رئيسة: الأول، بعنوان تاريخ ومشروعية التدخل الروسي، وارتكز الثاني على حجم الجرائم التي ارتكبتها روسيا في سورية، أما الثالث فخصصه للحديث عن تداعيات هذا التدخل.

وأوضح عبد الغني في محوره الأول، أن التدخل الروسي لم يبدأ مع نهاية أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، بل منذ بداية الثورة السورية، وتجلى بدعم النظام السوري، لوجستيًا وماديًا وإعلاميًا، إلا أن تدخل موسكو بلغ ذروته وبشكلٍ مباشر مع نهاية أيلول، مؤكدًا -في المحور الثاني- أن حجم ما ارتكبته موسكو من جرائم بحق السوريين فاق تلك المرتكبة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مشددًا أن 85 بالمئة من الضربات الروسية كانت موجهة ضد مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، فيما 15 بالمئة منها فقط، استهدفت مناطق سيطرة التنظيم، لافتًا إلى أن الغارات الروسية على مناطق الأخير استهدفت الأحياء السكنية المليئة بالمدنيين، ما يؤكد أن هدف موسكو هو إضعاف فصائل الجيش الحر، لتكريس المعادلة التي تقول بأن في سورية طرفين فقط، النظام والإرهاب.

وفي محوره “تداعيات التدخل الروسي في سورية”، أشار عبد الغني إلى أن ما فعلته وتفعله موسكو، سيكون له نتائج سلبية على الأخيرة، على المدى الطويل، وسيكون تهديدًا مباشرًا لمصالحها في سورية، وهو ربما ما يفسر إصرار روسيا على بقاء الأسد، أو نظامه؛ لأنه الضامن الوحيد لمصالحها.

وجدير بالذكر أن فعالية (أوقفوا العدوان الروسي) التي تقيمها شبكة (جيرون) الإعلامية، بدأت نشاطها الأربعاء، من الأسبوع الفائت، وهي مستمرة حتى الثلاثين من الشهر الجاري، في مقر مركز (حرمون) للدراسات المعاصرة في مدينة غازي عينتاب التركية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق