أثارت صور رفع العلم التركي على المستشفى الميداني الجديد في مدينة جرابلس، ردود فعل متباينة، وصلت إلى حد أتهام بعضهم القوات التركية الموجودة في مدينة جرابلس بأنها قوات احتلال، في حين عدّ قسمٌ آخر أن ما حدث “اصطياد في الماء العكر”؛ لأن الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تُظهر العلم التركي مرفوعًا على المبنى، اجتُزئ القسم العلوي منها، والذي يُظهر -بوضوح- علم الثورة السورية فوق المبنى الذي افتتحته -الأحد الماضي- وزارة الصحة التركية.
خميس محمد مسؤول الصحة في المجلس المحلي في مدينة جرابلس، عدّ ما حدث من جدل حول قضية العلم في المستشفى الميداني، محاولة تسيس لقضية إنسانية، وقال لـ (جيرون): “ما حدث من لغط حول موضوع العلم التركي مؤسف حقًا، وكان أحرى بمن يسعى لإثارة الموضوع على أنه احتلال تركي أن ينظر إلى الموضوع من منحى إنساني بحت، فقضية المستشفى هي قضية إنسانية لأهل جرابلس الذين عانوا على مدار أكثر من سنتين من إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بعد أن قام بتدمير المستشفى الوحيد في المدينة، ونحن -المجلس المحلي- إيادينا ممدودة لكل من يستطيع تقديم المساعدة، كما فعلت الحكومة التركية، وعلى استعداد لتقديم كل التسهيلات لأي جهة تساهم في أن تستعيد المدينة عافيتها، بعد حقبة الإرهاب، وخاصة في الموضوع الصحي، لكن أن لا نستطيع تقديم شيء، ونعرقل أي مساعدة إنسانية، بحجج سياسية غير منطقية، أمر غير مقبول أخلاقيًا”.
وأضاف محمد: “الأهالي في مدينة جرابلس، بعد أكثر من سنتين من المعاناة في ظل حكم التنظيم، بحاجة ملحة لتقديم الدعم الصحي، وخاصة الأمراض النفسية، والأمراض المزمنة للأطفال والنساء وكبار السن، وهو الذي تسعى وزارة الصحة التركية لتأمينه، من خلال افتتاح المستشفى، ونحن نتعاطى مع الموضوع من الناحية الإنسانية وليس من الناحية السياسية”.
بدوره أكد الناشط الإعلامي مراد محلي لـ (جيرون) أن ما حدث من لغط حول قضية المستشفى، “يأتي في سياق سياسة ممنهجة من بعض القوى التي تحاول التهجم على عملية (درع الفرات) بوصفها احتلالًا تركيًا، بعد أن بعثرت العملية مخططاتهم الهادفة إلى تقسيم سورية، فما معنى إصرارهم على تأجيج الموضوع، على الرغم من كل ما قمنا بنشره على كل وسائل الإعلام من صور تظهر علم الثورة مرفوعًا فوق المستشفى، وأطباء سوريون من أبناء جرابلس يديرون المستشفى، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، المستشفى هو عمل إنساني تُشكر الحكومة التركية والشعب التركي عليه، وتحويل قضية إنسانية تتعلق بصحة الأهالي إلى قضية إدانة، وتهجم ذات بعد سياسي أمر غير مقبول”.
يُذكر أن وزارة الصحة التركية قامت بتأهيل ثانوية البنات في مدينة جرابلس؛ من أجل تحويلها إلى مستشفى ميداني، لتقديم الخدمات الطبية للمرضى والمصابين، حيث نقلت وكالة الأناضول عن رئيس دائرة العلاقات العامة والخدمات الصحية، والإسعافية في وزارة الصحة التركية، الدكتور محمد بيرم، قوله: “إن المستشفى الجديد يحتوي على 40 سريرًا، وثمانية أقسام طبية، إضافة إلى 12 طبيبًا سوريًا، بدؤوا بتقديم الخدمات الطبية ل 400 مريض يوميًا، من مرضى المدينة والوافدين إليها”.