أفاد ناشطون في مدينة منبج بأن “قوات سورية الديمقراطية” بدأت -خلال الأيام القليلة الماضية- بحملة للتجنيد الإجباري، شملت مدينة منبج والقرى التابعة لها، كما أكد الناشطون أن حملة التجنيد الإجباري شملت المناطق العربية الواقعة شرق نهر الفرات، والتي تتبع إداريًا لمنطقة عين العرب (كوباني)، حيث أفادوا بأن حملات التجنيد تستهدف الشباب من سن 17 حتى 32 عامًا، تحت ذريعة حماية المنطقة من هجمات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وفصائل الجيش الحر.
وقال نزار حميدي، الناشط الإعلامي من مدينة منبج، لـ (جيرون): “إن المدينة والقرى التابعة لها تشهد حملات للتجنيد الإجباري، يقوم بها عناصر كتائب شمس الشمال، ولواء جند الحرمين التابعين لـ (قوات سورية الديمقراطية)، وذلك من خلال حواجز، تقوم باعتقال الشباب وسوقهم للتجنيد في الفصائل العربية التابعة لـ (قوات سورية الديمقراطية)، كما تقوم بجولات على القرى من أجل جمع البطاقات الشخصية؛ لمراجعة مراكز السوق الإجبارية الخاصة بهم”.
وأضاف حميدي: “المناطق التي تشهد اضطرابات؛ بسبب اعتراض الأهالي على عمليات التجنيد، يلجؤون إلى الوحدات الكردية التي تنفي صدور أي قرار بالتجنيد الإجباري في الوقت الراهن، وأخبرت (الوحدات) الأهالي بأن قرار التجنيد لم يبدأ بعد، وإنه فور صدوره سيكون قرارًا شاملًا وملزمًا، وسيتم الإعلان عنه بشكل رسمي، في محاولة لتحضير الناس للقرار، وفي الوقت نفسه؛ لإظهار أن لا علاقة للوحدات الكردية بهذا الموضوع، وأن ما يحدث يتعلق بالفصائل (العربية) المنتمية لـ (قوات سورية الديمقراطية) و(المجلس العسكري لمدينة منبج)، على الرغم من أدراك الجميع أن الفصائل (العربية) لا تستطيع التصرف بدون الرجوع للوحدات الكردية، التي تعد الآمر الناهي في قرارات كهذه”.
كما أفاد بحدوث عمليات تجنيد لبعض الفتيات المراهقات في بعض قرى منبج، لكن بشكل طوعي، ما أدى لحالات احتقان لدى الأهالي؛ كون المنطقة منطقة محافظة، وهو ما يشكل إساءة كبيرة للعادات والتقاليد المتعارف عليها هناك، وهو ما أكده إسلام يوسف، الناشط الإعلامي في القرى العربية الواقعة شرق الفرات، وقال لـ (جيرون): “هناك ست فتيات تم تجنيدهن في قرى ناحية صرين، ذات الأغلبية العربية، والتابعة إداريًا لمنطقة عين العرب (كوباني)، وذلك من خلال إجبار البنات في المرحلة الأولى على مراجعة مركز المرأة التابع لـ (الإدارة الذاتية)، وخلال الدورات التي يقيمها المركز يتم إقناع الفتيات بالتطوع في وحدات حماية المرأة، وعند مراجعة الأهالي؛ للسؤال عن بناتهم يقال لهم: إن الفتيات تطوعن، ولا يحق للأهل منع بناتهم من التطوع”.
أما عن موضوع التجنيد في المناطق العربية شرق نهر الفرات، فقد أكد يوسف أن (قوات سورية الديمقراطية) “تقوم بنشر حواجز في القرى التي لم يتطوع أبناؤها في (قوات سورية الديمقراطية)، كقرى القاسمية، وجقل ويران، والجعدة وقرى ناحية صرين وقرى قوزاق، وذلك من أجل سوق الشباب للتجنيد الإجباري، حيث قاموا باحتجاز أكثر من 22 شابًا في قرى صرين، وثمانية شباب في قرى الجعدة، والقاسمية، وجقل ويران، ومعظم الشباب تتراوح مواليدهم بين 1988 و1999”.
في السياق ذاته، قال الناشط الإعلامي عدنان الحسين لـ (جيرون): “يُدريب الشباب الذي يُعتقل في معسكرات تابعة لـ (وحدات حماية الشعب) الكردية في تل أبيض، وسد تشرين، والشيوخ”، أما عن مدة الخدمة الإلزامية فقال: “مدتها ستة أشهر، في حين هناك متطوعون دائمون، يتلقون رواتب تتراوح بين 100 و150 دولارًا، حيث تستغل (قوات سورية الديمقراطية) الوضع الاقتصادي المتردي من أجل تجنيد أكبر عدد من الشباب العرب”.
وعن سبب إطلاق حملة التجنيد الإجباري في هذه المناطق، قال نزار حميدي: “تهدف حملات التجنيد الإجباري إلى تعويض النقص الكبير في (قوات سورية الديمقراطية)؛ بسبب تعدد جبهاتها، كما أن الهجرة الكبيرة للشباب الأكراد من المناطق ذات الغالبية الكردية، نتيجة عمليات التجنيد الإجباري في (وحدات حماية الشعب) الكردية، دفعت قياديي (قوات سورية الديمقراطية) التي يشكل مقاتلو قنديل الأكراد عمودها الفقري، لتجنيد الشباب العرب في مناطق سيطرتهم؛ من أجل تعويض النقص في المقاتلين، وذلك بهدف خدمة مشروعهم الانفصالي القائم على مشروع (الإدارة الذاتية) الذي يطرحه (حزب الاتحاد الديمقراطي)، والرامي لإقامة ما يُدعى (روج آفا) غربي كردستان المزعومة”.
يذكر أن مدينة منبج غربي نهر الفرات، والقرى والبلدات الواقعة شرق نهر الفرات، والتابعة لمنطقة عين العرب (كوباني)، هي ذات غالبية عربية شبه مطلقة، وقد سيطرت عليها (قوات سورية الديمقراطية)، و(وحدات حماية الشعب) الكردية، التابعتين لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بدعم من طيران التحالف الدولي، بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من هذه المناطق.