شهدت أكثر من مدينة فرنسية، خلال اليومين الماضيين، اعتصامات ووقفات احتجاجية ضد السياسة الروسية في سورية، الداعمة لـ “النظام السوري”، والمُدمّرة لسورية أرضًا وشعبًا.
ففي مدينة بوردو، ودعمًا لسورية وحلب، واحتجاجًا على الاعتداء الروسي – الإيراني على الشعب السوري، اعتصم العشرات أمس في الساحة المطلة على مبنى البلدية عشرات من أبناء الجالية السورية، بمن فيهم لاجئون قدموا إلى المدينة، بعد أن حول طاغية دمشق وحلفاؤه مدنهم وقراهم إلى ساحة حرب، ردًا على المطالب بالحرية والديمقراطية.
ونظّمت الاعتصام جمعية “سورية ديمقراطية 33″، تحت عنوان “اليوم العالمي لإنقاذ حلب”، ولم تغب عنه كل المدن المنكوبة، وعموم السوريين المتضررين من جراء هذه الحرب الشرسة؛ فحضروا من خلال الشعارات واللوحات التي رفعها المعتصمون، وعبر الكلمات التي ألقاها المتحدثان: مندوب “الأمنستي”، ونواف الصفدي، الناطق باسم جمعية “سوريا ديمقراطية 33”.
وأكد المتحدثان رفض الحرب الجارية في سورية، كما أدان الصفدي صمت المجتمع الدولي على العدوان الروسي، الذي بات قوة احتلال في نظر السوريين، وهو ما شدد عليه المعتصمون في لوحاتهم التي رفعوها، “فالدولة التي ورثت الإمبراطورية الشيوعية، التي لطالما ظن السوريين أنها صديقتهم، أصبحت نسخة من الإمبريالية”، بحسب معلقين، “ولكن أكثر وحشية”، بينما علق آخرون: “إن منافسة قيصر روسيا الحالي، مع الولايات المتحدة، تعني شيئًا واحدًا لشعوب الأرض، وهو: الكثير من القتل”.
وحول الجمعية التي تأسست مع انطلاق الثورة السورية، قال الصفدي لـ (جيرون): “تأسست للدفاع عن حق السوريين في الحرية والديمقراطية، ومع اتساع دائرة الرد الدموي للنظام الاستبدادي، ومع وصول أول اللاجئين إلى مدينة بوردو، ركزنا كثيرًا للاهتمام بهم، دون أن ننسى سبب لجوئهم وحجم خساراتهم، لذلك؛ لم نتوقف عن الدعوة إلى الاعتصامات والمظاهرات، بعين مفتوحة على الوضع السياسي، وأخرى على الوضع الإنساني”.
إلى ذلك اعتصم العشرات من المتظاهرين أمام السفارة الروسية في باريس، تضامنًا مع حلب، وتنديدًا بجرائم النظام وروسيا التي حولت الأراضي السورية إلى حقل تجارب لكافة الأسلحة المحرمة دوليًا أمام صمت العالم.
وهتف العشرات من السوريين، والفرنسيين المتضامنين معهم، ضد العدوان العسكري الروسي على سورية، وضد سياسات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التي وصفوها بـ “الدموية” في شعاراتهم التي رفعوها.
وبهذه المناسبة، أصدرت مجموعة من الجمعيات والمنظمات الفرنسية والسورية بيانًا، عبّرت فيه عن سخطها على الحكومات الأوربية وأميركا؛ لتركها حلب بيد القتلة، كما أدانت فيه المجازر التي يرتكبها نظام بوتين في حلب وسائر المناطق السورية، وعبّرت -أيضًا- عن رأيها في الزيارة المرتقبة لبوتين إلى باريس؛ لافتتاح كنيسة أرثوذكسية، وقالت: إن حضوره غير مرحب به في فرنسا، وطالبت بأن لا يلتقيه أي مسؤول فرنسي.
ولأول مرة، ولأجل المصاب الجلل وحرب الإبادة التي يقوم بها الروس ضد السوريين، وضد حلب بالخصوص، كان الاعتصام ليومين متتالين أمام السفارة الروسية بباريس.