بمناسبة مرور عام على التدخل الروسي في سورية، خرجت تظاهرات عديدة في المدن السورية الخارجة عن سيطرة النظام في محافظات درعا، لتنضم إلى عشرات التظاهرات الأخرى التي شهدتها المدن السورية خلال اليومين الماضيين، رفع خلالها المتظاهرون شعارات تندد بالحملة العسكرية التي تتعرض لها مدينة حلب، وبالتدخل العسكري الروسي على الأرض السورية، وواجه النظام السوري بعضها بالطيران.
وأطلق ناشطون في درعا على يوم الجمعة الماضي اسم جمعة “بوتين مجرم حرب”، وقال الناشط مهند الحوراني: “لقد خرجت عدة تظاهرات في محافظة درعا، منها في مدينة بصرى الشام والحراك وغيرها، وأكد خلالها المتظاهرون على رفض التدخل الروسي في سورية، كما نددوا بالعمليات العسكرية التي يقوم بها سلاح الجو الروسي في مدينة حلب، واستهداف المدنيين والنقاط الطبية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري”، مضيفًا أن هدف المظاهرات “هو تأكيد تضامن الشعب السوري، ووقوفه ضد التدخل الروسي العسكري بكافة أشكاله، بعد أن ذاقت المدن السورية المُحررة ويلات التدمير والحرق، والمطالبة بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية”.
بدوره قال الناشط غياث الشامي: “انطلقت مظاهرات في أغلب مناطق غوطة دمشق (سقبا وكفربطنا وعربين)، وتظاهر العشرات في مدينة سقبا دعمًا لمدينة حلب، وما تفعله ألة التدمير الروسية بحق المدنيين فيها، رافعين لافتات تصف الرئيس الروسي “بمجرم حرب”، ثم طالب المتظاهرون فصائل الغوطة بنبذ الخلافات الداخلية بينهم، وتوحيد صفوف فصائل المعارضة، كما حمل المتظاهرون لافتات موجهة إلى قادة هذه الفصائل تدعوهم للتحرك لنصرة حلب”، مؤكدًا أنه عقب المظاهرة “شهدت غوطة دمشق 22 غارة جوية، نفذتها طائرات النظام مستهدفة المناطق التي خرجت منها المظاهرات؛ ما أودى بحياة أكثر 10 مدنيين”.
وتأتي هذه التظاهرات في وقت بلغ فيه العدوان الروسي ذروته، حيث يواصل عملياته العسكرية على أكثر من جبهة، مع استمرار القصف الجوي والصاروخي والمدفعي الكثيف على الأحياء الشرقية من مدينة حلب التي تُسيطر عليها المعارضة، محدثة خسائر بشرية كبيرة، ودمارًا هائلًا في البنى التحتية.
ووثقت المعارضة السورية استخدام سلاح الجو الروسي في حلب سلاحًا مدمرًا للتحصينات والملاجئ والمراكز الطبية الواقعة تحت الأرض؛ ما أودى بحياة كثير من المدنيين العزل.
وفي وقت سابق، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الهجمات على المستشفيات في حلب تُشكّل “جريمة حرب”، وقال: إن “من يستخدمون اسلحة تخلف دمارًا أكثر فأكثر يعلمون تحديدًا ماذا يفعلون، إنهم يرتكبون جرائم حرب”.
ويرى مراقبون أن روسيا، ونتيجة الصمت الدولي عن تدخلها العسكري وجرائمها في سورية، باتت تستخدم الأراضي السورية مسرحًا لتجربة أسلحتها الجديدة.