قالت وهي تغني لهم أغنية ما قبل النوم
وتُعد لأسمائهم العشاء:
لماذا لا أطفو على نفسي
وبي كل هذا الملح؟
“الذاكرة حجر”
قالت وهي تمسّد زجاج صورة بشريطة سوداء
صورة لم تزل تسند هذا الجدار:
أعرف يا حبيبي أنك ستأتي الى وسادتي معي
أعرف أنك كعادتك
سترمي على قلبي سخرياتك الواخزة
أعرف لكن فقط
لا تنم قبلي
أرجوك
“نوم الموتى
حجر”
قالت وهي تتفقد قلبها:
الحب سهمنا القتيل
غزالات ترعى في عشب الكلام
غزالات تصيدنا
ولا نعود بعدها لأنفسنا سالمين
الحب أخطاء ثقيلة
الأخطاء حجارة جيوبنا
“الحب حجر”
قالت وهي تمضي إلى الليل:
ننام كي ننقع الأحلام بالخل
كي تصير أطرى
كي نحميها من أحلام الجيران المشاغبين
كي نحلم بأننا نحلم
كي نرشو هذا القدر
“الحلم حجر”
قالت وهي تخاطب جسدها:
يا زهر اللوز
يا أيها المباغت والقصير
خفف اشتعالك قليلًا
فحبيبي تحت التراب
“الزهرة حجر”
قالت وهي تدير قلبها الى جهة البلاد:
لن أشفى
كلما قلتُ للحنين أن ينام
سأستيقظ مذعورة
“الحنين حجر”
قالت وهي تأخذ شهيقًا عميقًا:
اليوم لم تُرضع الوحشة جراءها من صدري
اليوم أنت تفكر بي وبقوة
“أنت حجر”
همست قبل أن ترمي آخر حطبة في موقدها:
أسمع صوت عصافيرك أيها الغصن القديم
وأسمع صوت صغيري في المقبرة
“الصوت حجر”
صمتت
وكانت تفكر أن تقول وهي تفتح نافذتها على نفسها:
وتخاطب حجرًا لم يزل في يدها:
أعرف وإن رميتك أني
لن أطفو على نفسي
حتى ولو كان بي كل هذا الملح
“أنا حجر”