طالبت دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية بوقف الحملة العسكرية التي تشنها روسيا والنظام السوري على مدينة حلب، والتي خلفت مئات الضحايا المدنيين، خلال الأسبوعين الماضيين، واستنكرا -بشدة- القصف الجوي الذي تتعرض له المدينة وريفها.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، مساء أمس السبت: إن دول الخليج تُطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري؛ لوقف العدوان على مدينة حلب، ورفع معاناة الشعب السوري، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، ذات الصلة بالأزمة السورية، كما طالب دول العالم بإدانة الجرائم التي تُرتكب ضد أبناء مدينة حلب، والمدن السورية الأخرى، بمختلف أنواع الأسلحة المحرّمة.
إلى ذلك، نددت الجامعة العربية بقصف حلب، واستهداف المستشفيات وتجمعات المدنيين فيها، ودعت إلى سرعة تحرك الأطراف الفاعلة في المُجتمع الدولي؛ من أجل وقف حمام الدم في المدينة، والسماح بدخول المُساعدات إليها.
في سياق آخر، أكد مسؤولون أميركيون أن انهيار وقف إطلاق النار في حلب، خصوصًا، وكل سورية على وجه العموم، زاد من احتمال أن تقوم دول خليجية بتسليح المعارضة السورية بمضادات جوّية محمولة؛ للدفاع عن نفسها في مواجهة الطائرات السورية والروسية، فيما أكّد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في حديث مسرّب عن اجتماع مع ناشطين سوريين في نيويورك، أن بلاده لا تستطيع التدخل في سورية لكف القصف عن المدنيين؛ لعدم وجود قرار دولي يسمح لها بذلك، وحث المعارضة على القبول بوضع يستمر فيه بشار الأسد في السلطة.
إلى ذلك، أكد جان مارك إيرولت، وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي، أن بلاده تعمل على استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي؛ لوقف إطلاق النار في حلب، يجعل من أي دولة ترفضه متواطئة في جرائم حرب، فيما قال المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، محمود عفيفي: إن ما يتعرض له نحو ربع مليون سوري محاصر في شرقي مدينة حلب، من قصف عشوائي بالطائرات والبراميل المتفجرة، وحصار لا إنساني، يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب.
ويُذكر أن حلب تتعرض، منذ 19 أيلول/ سبتمبر، لغارات جوية روسية وسورية عنيفة، تُستخدم فيها أسلحة محرمة دوليًا، كالصواريخ الارتجاجية والقنابل الفوسفورية، راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى.