نشرت إحدى الفضائيات خبرًا أثار فضولي؛ فقد عثرت إحدى الجمعيات الخيرية (الإنسانية) على أربعة أفراخ من الخفافيش تائهة، بعد أن فقدت أماتها، ورفقًا بهذه الخفافيش الصغار؛ فقد تولت الجمعية رعايتها واحتضانها، ريثما تصبح قادرة على الطيران، والاعتماد على نفسها في كسب رزقها، والحصول على أسباب معيشتها. إلى هنا انتهى الخبر.
أنا من جهتي انقطع قلبي على هذه الفراخ المسكينة التي فقدت أماتها، وباتت بلا معيل ولا معين، كما حدث للأطفال السوريين في هذه الحرب المجنونة؛ فالذي لا يحمل هم الخفافيش ليس بخفاش كما يقولون.
من جهة أخرى، فقد فرحت حد الجذل، وغادرني التشاؤم، وعادت إليّ الثقة؛ أنه ما يزال في المجتمع الإنساني بقية من رحمة، وما يزال هناك منظمات (حيوانية)، ترعى شؤون صغار الحيوانات والطيور. أرجو أن تأخذوني على قدر عقلي؛ فقد التقطت عنوان هذه الجمعية الخيرية، مثلما يلتقط المرء شيئًا نفيسًا، وسوف أراسلها بشأن الأطفال السوريين الذين فقدوا ذويهم، وهم عرضة للهلاك جوعًا ومرضًا وبردًا.
وحتى أضمن استجابة هذه الجمعية الإنسانية لطلبي؛ فقد قررت -بعد الاتكال على أبي حسين أوباما وأبي علي بوتين- أن أوهم الجمعية أن لدينًا عددًا هائلًا من صغار الخفافيش الذين فقدوا ذويهم؛ لعل هذه الجمعية تتشرب المقلب، وتمد يد الإغاثة لأطفالنا الذين بدأ بعضهم يفتش عن غذائه في صناديق القمامة، فيما لجأ آخرون إلى الهرب والتشرد في بلاد الله الواسعة؛ حتى ولو تمت هذه الإغاثة تحت عنوان الخفافيش.
وكي أضمن وصول هذه الإغاثة إلى من يستحقها، فقد أشرت في طلبي هذا، أن ترسل هذه المساعدات عن طريق آخر، غير طريق الأمم المتحدة؛ ليس ذلك قلة ثقة بالأمم المتحدة، لا سامح الله؛ فهي منظمة دولية تسعى -جاهدة- لتقديم المعونات الإنسانية للجهات المنكوبة في العالم، والدليل على ذلك، أنها قدمت مليارات الدولارات للنظام السوري المنكوب في محنته بمواجهة الشعب السوري الإرهابي!
ومع ثقتي بأن النظام السوري يخوض معركته العادلة ضد شعبه الإرهابي، لكن الخوف كل الخوف، أن تتبنى الأمم المتحدة إيصال هذه المساعدات عن طريق النظام، وبدلًا من أن يقوم النظام بإغاثة الأطفال السوريين المشردين، ربما خطر له -وسوء الظن من شدة الفطن- أن يشتري بهذه المعونات فشكًا وصواريخ، وغير ذلك من الوسائل الكفيلة بمكافحة الشعب السوري.
لا أدري إن كنت قد أسأت الظن بالأمم المتحدة، وبعض الظن إثم كما يقولون، في حين أن الأنباء تطالعنا -من وقت لآخر- أن الأمم المتحدة قلقة بشأن عدم وصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة، وأن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ما ينفك يعلن عن قلقه إزاء ما يجري في سورية من عدم قدرة النظام السوري، وسلاح الطيران الروسي، والميليشيات المتعددة الجنسيات؛ على إنجاز مهمتها في القضاء على آخر سوري على وجه الأرض.
2 تعليقات