قضايا المجتمع

“الإدارة الذاتية” تُناقش “فيدراليتها” في ندوة الرميلان

أقامت ما تسمى “الإدارة الذاتية” الكردية، الخميس الماضي في مدينة الرميلان بمحافظة الحسكة، ندوة بعنوان “الفدرالية الديمقراطية ضمان وحدة سورية”، استمرت يومين، وقد تمّ التحضير لها من عناصر هذه (الإدارة الذاتية) خلال الأشهر الماضية، وحضرها سياسيون سوريين من منطقة الجزيرة السورية وخارجها، إضافة إلى حضور منظمات مدنية عاملة في المنطقة وبعض الشخصيات الناشطة في المجال السياسي.

تضمّنت الندوة حلقات نقاش ومحاضرات حول (الفيدرالية) التي يطرحها الأكراد في شمالي سورية، كحل سياسي لسورية المستقبل، وقدّم بعض ممثلي مكونات المنطقة رؤيتهم السياسية حول هذا الموضوع، وناقشوا مفهوم الدولة القومية وتداعياتها بالنسبة للسوريين، ونموذج النظام (الفيدرالي الديمقراطي)، وفيما إن كان حلاً للقضايا السياسية والاجتماعية والثقافية في سورية، أم لا، وغاب عن المنتدى بعض الشخصيات المدعوّة، بسبب الاعتذار أو بسبب الظروف الأمنية، وأرسل بعضهم كلمات ليتم قراءتها خلال الندوة.

ومن بين المشاركين، بسام إسحق، رئيس “المجلس السرياني الوطني” السوري – أوروبا، ويعقوب ميرزا، كمستقل من المكون السرياني، ومصطفى قلعجي الأمين العام لـ “حزب النهضة والتغيير”، وبسام صقر من الهيئة السياسية لـ “مجلس سورية الديمقراطي”، إضافة إلى الهيئات والأحزاب السياسية المنضوية تحت سقف ما يسمى (الإدارة الذاتية) المشكّلة من “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي.

وناقشت الندوات محور “الدولة القومية وتداعياتها بالنسبة ل(لشعوب) في سورية” و”حقيقة الدولة القومية”، و”الدولة القومية وتأثيراتها على (الشعب الكردي)” و”الدولة القومية وتداعياتها على (الشعب السرياني الآشوري)” و”الدولة القومية والتعصب القومي وتداعياتها بالنسبة للشعب العربي”، كما ناقشت مجموعة من الطروحات الأخرى مثل “ماهية الأمة الديمقراطية” و”الدفاع المشروع” وكذلك “الفرد الحرّ والمواطن الحرّ”.

وعن سبب انعقاد هذا المنتدى، قال الناشط السياسي المعارض أحمد موسى لـ (جيرون): “إن خسارة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لكثير من الأراضي التي استولى عليها، واضطراره للانسحاب من البقع التي سيطر عليها مؤخّرًا، والخسائر البشرية التي مني بها، يدفعه لتعويض الخسارة بهكذا لقاءات تشاورية، والتي من الواضح أنها ستتكرر كثيرًا”، وتابع: “الأهمّ في هذه اللقاءات كان وجود وجوه هي أساسًا من صناعة النظام السوري، لا بل وحتّى كل المشاركين هم تحت عباءة السلطة السورية إلى اللحظة، سواء من خلال التنسيق أو التوقيع على خيارهم الاستراتيجي، ألا وهو الاصطفاف مع محور إيران – روسيا – النظام – حزب الله، لذا سيستثمر الاتحاد الديمقراطي هذه اللقاءات ويبدأ بجولات مكوكية في العواصم الغربيَّة التي في نهاية المطاف سوف توجّه قائدهم صالح مسلم نحو هولير” وفق قوله.

وحول مشاركته، قال بسام إسحق، القيادي في ما يسمى(المجلس السرياني) السوري لـ (جيرون): “المنتدى الحواري هو ثمرة مُطالبة طويلة بأن يكون هناك حوار سوري – سوري، لأن هكذا حوار كان مطلوبًا منذ بدايات اندلاع الثورة في سورية، وكان يتمّ التهرّب من هذا الحوار من قبل قوى سياسية كثيرة، وتبيَّن فيما بعد، أن التهرب كان نتيجة ارتباط تلك القوى بأجندات خارجية داعمة”، وقالت فوزة يوسف، عضوة المجلس التأسيسي لما يُطلق عليه اسم (النظام الفيدرالي): إن “المسألة الأولى التي سوف يتمّ دراستها ونقاشها هي مسألة الفيدرالية المطروحة، وماذا ستُقدّم للشعب، لأن إشارات استفهام كثيرة طُرحت منذ بداية الإعلان عن هذا المشروع، ومن بين إشارات الاستفهام تلك، هل ستخدم الفيدرالية المطروحة فقط المكوّن الكردي؟ وهل الغاية من هذه الفيدرالية تقسيم سورية؟ تلك الأسئلة وغيرها نوقشت بالندوة”، وتابعت: “هدفنا هو أن نصل إلى سورية ديمقراطية متنوّعة، ولأجل ذلك علينا أن نفهم بعضنا بعضًا، وأن نتقبّل كافّة التطلعات السياسيَّة، ومثل هذه المنتديات تُعطي الفرصة لكي نرسم مستقبلنا بأنفسنا، وبناءً على هذه الخطوة سوف نضع أسئلتنا المستقبلية”، فيما قال طلال محمد، رئيس (حزب السلام الديمقراطي) الكردي في سورية: إن “الغاية من المنتدى الحواري تقريب وجهات النظر، والنقاش حول مفاهيم كانت محطّ لغط، وأتى الوقت الملائم لأجل الفهم العميق لها، إضافة إلى توضيح صورة مشروع الفيدرالية المطروحة والدفاع عن اتهام الأكراد بتقسيم الوطن السوري”.

 

التعريف بالمادّة: عُقدت ندوة حوارية في مدينة الرميلان السورية بتنظيم من عناصر ما يسمى (الإدارة الذاتية) الكردية تحت شعار “الفيدرالية الديمقراطية ضمان وحدة سورية”، لكن بعضهم رأى أن لها أهدافًا أبعد من مجرد الحوار.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق