أدب وفنون

فيلمان سوريان في مهرجان “أيام قرطاج السينمائية”

“زهرة حلب” يفتتح فعاليات المهرجان في 28 الجاري

اختارت إدارة مهرجان “أيام قرطاج السينمائية”، الفيلم التونسي “زهرة حلب” للمخرج رضا الباهي، بطولة الممثلة هند صبري، لافتتاح فعالياته التي تبدأ يوم 28 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي وتستمر حتى الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، والتي تواكب مرور 50 عامًا على انطلاق المهرجان.

وكان المخرج التونسي رضا الباهي قد انتهى أخيرًا، من وضع اللمسات الأخيرة على فيلمه “زهرة حلب”، الذي يتناول الآثار الإنسانية للحرب، ويعالج فنيًا ظاهرة خطيرة  تعاني منها –حاليًا- العديد من المجتمعات العربية في زمن الحرب التي تدور رحاها في سورية، والتي كان لها الدور البارز في إطالة أمد الحرب واتساع رقعتها؛ مركزًا على انضمام الشباب التونسي إلى تنظيمات إرهابية، حيث يقرر ابن أسرة تونسية، الانضمام إلى تنظيم متطرف للقتال في سورية، فيغادر وطنه دون إبلاغ العائلة، وتقرر أمه اللحاق به لإنقاذه، فتواجه -في رحلة- بحثها العديد من المشكلات والأخطار.

الفيلم وهو إنتاج مشترك (تونسي – لبناني)، صورت مختلف مشاهده بين لبنان وتونس، وهو يناقش –بحسب صناعه- فكرة مقاومة الإرهاب والعنف من خلال الفن والسينما.

 

مشاركة محمد آل رشي وزينة حلاق

يقوم بأدوار البطولة في “زهرة حلب” من تونس: هند صبري بدور “الأم سلمى”، وهشام رستم في دور “والد الشاب الملتحق بتنظيم إرهابي، وطليق سلمى”، والممثل الشاب محمد علي بن جمعة، في دور قائد التنظيم في تونس، والممثل الشاب باديس الباهي (ابن السينمائي رضا الباهي مخرج الفيلم) والذي يجسد البطولة، ولأوّل مرة أمام هند صبري في دور ابنها الوحيد، الذي يقرر الالتحاق بصفوف “داعش” بعد أن كان شابًا عاديًا يهوى الموسيقا، ويرتبط بعلاقة حب مع فتاة من سنه.

وفي التفاصيل: تعيش الأم (سلمى) وهي مسعفة في أواخر الثلاثينات، حياة اجتماعية متوترة بسبب طلاقها ومسؤولية تربية ابنها وتعدد أزماتها المالية، في مجتمع بدأت تتزعزع قيمه ويشوبه التطرف. (سلمى) القريبة من الأحداث الآنية لبلدها -بحكم عملها وتواصلها المباشر مع الناس- تقرر الذهاب إلى سورية واللحاق بصفوف التنظيم الإرهابي لإنقاذ ابنها من هذا الغزو المتطرف.. حكاية تكررت على مسامعنا كثيرًا في عدد من البيوت التونسية وغيرها من البيوت العربية، في الجزائر والمغرب ومصر والسعودية وغيرها من البلدان العربية والغربية، مع بدايات الحرب السورية التي غذاها إرهاب النظام الأسدي بالتطرف الديني؛ سعيًا لإفشال الثورة السورية التي بدأت سلمية وواجهتها آلة القتل الأسدية بوحشية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر.

وبحسب سيناريو الفيلم، فإن هند صبري أو (سلمى) تغادر تونس في اتجاه الأراضي السورية بذريعة الانضمام للتنظيم الإرهابي هناك، وفي خضم الأحداث التي عاشتها، ومتابعتها للمعاناة الإنسانية في سورية. الفيلم الذي اعتمد في حواره على عبارات تونسية، يمكن أن يستوعبها المشاهد العربي، وذلك بحسب بعض لقطات الإعلان الدعائي للفيلم.

ويشارك في بطولة العمل من سورية محمد آل رشي وزينة حلاق، المعروفان بمعارضتهما لنظام بشار الأسد منذ بدايات الثورة السورية.

انتاجيًا، تعاونت شركة “عليا” للمخرج رضا الباهي، مع شركة “سلام برود” التي تملكها الفنانة التونسية هند صبري، المقيمة بمصر منذ سنوات طويلة، كما شارك في إنتاجه شركة “الأخوان صباح” اللبنانية.

وفي تصريحات صحفية عن الفيلم تقول هند صبري إنه “يحمل رسالة إنسانية، لا سياسية، فالفيلم يدين الحرب بغض النظر عن هوية أطرافها، فالحرب تدمر الجميع”، وتضيف أن “بطلة الفيلم وابنها ينتميان إلى عائلة تونسية عادية -مثل كل العائلات- لها حياتها ومشكلاتها وأحلامها؛ تحب وتغضب وتتزوج وتنفصل، لكن الحرب تقع على رؤوسهم فتدمر كل شيء؛ أحلامهم وطموحاتهم ومشكلاتهم القديمة”. وأكدت صبري أن “الفيلم يقوم على رؤية عربية للحرب في سورية، باعتبار المأساة السورية مأساة للعرب جميعًا”.

وكان الباهي قد طرح أخيرًا -بعد ثلاث سنوات من التحضيرات- الإعلان الدعائي للفيلم، الذي يكشف حالة المجتمع التونسي بعد “ثورة الياسمين”، وكيف ظهرت بعض الجماعات المسلحة التي حاولت فرض فكرها بقوة السلاح، واستخدمت وسائل حديثة في استقطاب الشباب وتجنيدهم باسم “الجهاد” في سورية.

 

سورية تنافس على “التانيت الذهبي” بفلمين

وكانت إدارة المهرجان برئاسة السينمائي إبراهيم الطيف (مدير الدورة الحالية)، قد أعلنت -قبل أيام- القائمة الكاملة للأفلام المتنافسة على جوائز هذه الدورة، وعددها في مسابقة (الأفلام الطويلة) 18 فيلمًا من سورية والأردن وفلسطين والعراق ومصر والمغرب وتونس، إضافة إلى جنوب أفريقيا وبوركينا فاسو ونيجيريا والسنغال وتشاد.

وتنافس سورية في مسابقة (الأفلام الطويلة) على جائزة “التانيت الذهبي”، بفلمين هما: “منازل بلا أبواب” للمخرج السوري الأرمني أفو كابريليان، وهو من انتاج “مؤسسة بدايات”، ويصور مأساة الطائفة الأرمنية في مدينة حلب بين الماضي والحاضر، مستعرضًا التغيرات في حياة عائلة أرمنية تعيش في حي الميدان -الواقع على خطوط التماس في مدينة حلب السورية- وصولًا الى مغادرة العائلة الى بيروت في بداية العام ٢٠١٥. والثاني “مزرعة الأبقار” للمخرج الشاب علي الشيخ خضر، وهو من إنتاج شركة “داي دريم للإنتاج”، ويضيء الواقع السوري من زاوية مختلفة تحاول فهم الطرف المقابل؛ مسجلًا تفاصيل حياة مزارع سوري يعيش في عزلة عن المعارك الطاحنة التي تدور في بلده، ورغم كونه مؤيدًا للنظام، فإنه غير مقتنع بالعودة إلى الخدمة العسكرية والانضمام للجيش النظامي. والملفت للنظر أنه تم استبعاد الأفلام المنتجة من قبل “المؤسسة العامة للسينما” التابعة لوزارة ثقافة النظام.

فيما تنافس تونس بأربعة أفلام في المسابقة، في حين أن قانون هذه المسابقة يمنحها امتياز المشاركة بـ 3 أعمال، باعتبارها البلد المنظم للمهرجان. لكن تم منحها هذا الاستثناء تزامنًا مع الاحتفال بخمسينية “أيام قرطاج السينمائية”. أما الأفلام فهي: “شوف” للمخرج كريم دريدي و”تالة حبيبتي” للمخرج مهدي هميلي، و”زينب تكره الثلج” للمخرجة كوثر بن هنية، و”غدوة حي” للمخرج لطفي عاشور.

كما جاء في بيان إدارة المهرجان أن مسابقة (الأفلام القصيرة) ستضم 20 فيلمًا من لبنان ومصر والسعودية والبحرين والسودان وقطر والعراق والمغرب وتونس، إضافة إلى مدغشقر والسنغال والكاميرون وإثيوبيا ورواندا ونيجيريا وجنوب أفريقيا.

أما مسابقة (العمل الأول) التي تحمل اسم السينمائي الراحل الطاهر شريعة، فتضم 13 فيلمًا من سورية ولبنان والأردن ومصر وتونس والمغرب والجزائر والسعودية وأوغندا وموزامبيق. كما أشارت إدارة المهرجان إلى أنه سيتم تكريم عدد من رواد السينما في أفريقيا، من بينهم الافريقي جبريل ديوب مامبيتي، والايراني عباس كيروستامي، والمخرج المصري الراحل يوسف شاهين، الذي سبق أن احتفى به المهرجان قبل وفاته في العام 2008.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق