يعيش ريف السويداء الغربي حالة من الترقب والاستنفار، تعلو حينًا وتنخفض حينًا، وذلك بحسب تدخلات النظام عبر عملائه وعناصره؛ بغية توتير الوضع في المنطقة المحاذية لمحافظة درعا، ويحاول “رجال الكرامة” -دائمًا- المحافظة على الأمن العام، وضبط الأمور بقطع الطريق على النظام فيما يعد له.
في هذا السياق، وبعد وصول معلومات بأن شخصيات عدة، تابعة للأمن، منهم بعض رؤساء أفرع المخابرات العاملة في السويداء ودرعا، سيقومون بجولة في الريف الغربي للمحافظة، فسارع مساء أمس “رجال الكرامة” بإقامة حواجز للتفتيش على طرق عدة رئيسة، ومفارق حول بلدة المزرعة.
إلى ذلك ذكرت صفحة (السويداء 24) نقلًا عن مراسلها، أن “رجال الكرامة” قاموا بالتدقيق في السيارات القادمة من السويداء كافة؛ ما أدى إلى إلغاء الوفد الأمني زيارته إلى المنطقة.
يُشار إلى أنه، وبعد اغتيال الشيخ “وحيد البلعوس”، في أيلول/ سبتمبر 2015، تراجع حضور حركة “رجال الكرامة” على مستوى المحافظة، واقتصر تحركهم على بلدة المزرعة والريف الغربي المحاذي لها، هذه الحركة التي أسسها “البلعوس” قبل نحو ثلاث سنوات، يقودها الآن الشيخ “رأفت البلعوس”، وهو شقيق الشيخ وحيد، ولكن النظام ما زال حذرًا في التعاطي معها، ويتفادى الدخول إلى المناطق والبلدات الموجودة فيها، وخاصة الريف الغربي للمحافظة.
من جانب آخر، أفاد ناشطون بأن النظام أجرى -خلال الأيام الماضية- مصالحة مع المطلوبين لقضايا جنائية مختلفة، ومتخفّين عن العدالة، بحسب ما قاله النظام، وشملت المصالحة العشرات من الشباب، وبحسب أحد الذين أجروا المصالحة، فإن شرط النظام الأساسي، بحسب ما أبلغهم الأمن، كان التصدي لأي معارض في أي مكان بالمحافظة، ومهما تطلب الأمر من أساليب، ومنع أي مظاهر عامة ضد النظام، أو تتناول شخص بشار الأسد، وقد طمأنهم الأمن بأن أي عمل في هذا الخصوص، ومهما كانت درجته، فإن صاحبه معفي من المحاسبة.
إلى ذلك؛ فإن عددًا من هؤلاء المطلوبين لقضايا جنائية سابقة، يعملون بالتنسيق مع الأمن في عمليات تهريب، بين البادية السورية ومحافظة درعا والسويداء، وخاصة نقل المحروقات من تنظيم الدولة (داعش) الموجود في المنطقة الشرقية، ولا سيما مادة المازوت، فيما تستمر عمليات الخطف للأشخاص داخل مناطق المحافظة وعلى أطرافها؛ كونها باتت تجارة رابحة، إذ تُطلب فدية مقابل إطلاق سراح المختطفين وإعادة سياراتهم، ويتهم أهالي السويداء -مباشرة- عناصر الأمن ومن يتبعهم، بارتكاب بتلك الأعمال، التي يسارع النظام وشبيحته، لبث الإشاعات بين الأهالي، بأن عناصر من الجيش الحر والفصائل المقاتلة الأخرى، في محافظة درعا، هي من تقوم بعمليات الخطف، لكن النظام فشل -حتى الآن- في تصعيد الموقف، كما أنه يتهم بدو المحافظة -بين الحين والآخر- في تلك الأعمال، وأيضًا لم يحصل على النتائج التي يرجوها؛ لأن أغلبية أبناء المحافظة، يدركون -ضمنًا- أن كل عمليات الخطف، ومنذ الأشهر الأولى للثورة، مغطاة من النظام.