استهدف تفجير انتحاري تجمعًا لمقاتلين من الفصائل السورية المعارضة، قرب معبر أطمة الحدودي بين سورية وتركيا، أسفر وفق أطباء بِلا حدود ومستشفى أطمة الخيري في ريف إدلب، عن مقتل 35 وجرح 25، بينهم عسكريون ومدنيون، وسرعان ما تبنّى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه.
وقال ناشطون من إدلب لـ (جيرون): “من بين القتلى والجرحى مدنيون وعسكريون، وصل بعضهم إلى إدلب في حالة حرجة، وهذه هي المرة الثانية التي يستهدف فيها تنظيم الدولة الإسلامية قيادات من معركة (درع الفرات)، وفي المكان نفسه أيضًا، وقد أسفر هذا الانفجار الانتحاري عن قتل عدد من قيادات الفصائل العسكرية المعارضة، عُرف منهم القائد الميداني في حركة (أحرار الشام)، هشام خليفة، وخالد السيد، رئيس مجلس القضاء الأعلى، ومحمد الفرج، النائب العام لمحامي حلب الأحرار، وغيرهم”.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية التفجير عبر وكالة (أعماق) الناطقة باسم التنظيم، مشيرًا إلى أن هذه العملية تمت بواسطة دخول سيارة مفخخة إلى باب المعبر الحدودي في أطمة، استهدفت فصائل الجيش السوري الحر.
لكن غياث الأحمد (أبو مراد)، أحد عناصر الفصائل العسكرية المعارضة في بلدة أطمة في ريف إدلب، نفى أن يكون التفجير ناتجًا عن سيارة مفخخة، كما شكك في كل رواية تنظيم الدولة، وأعرب عن قناعته بأنها ملفقة، وقال لـ (جيرون): “من المستحيل أن يكون التفجير ناجمًا عن انفجار سيارة مفخخة، فهنالك العديد من الحواجز الأمنية على الطرقات المؤدية إلى معبر أطمة، ومهمتها تفتيش السيارات من الداخل والخارج، وغير هذا يُمنع منعًا باتًا دخول أي سيارة إلى باب المعبر، وما حصل اليوم هو ناتج إما عن انفجار حقيبة أو حزام ناسف”.
ويفتح هذا التفجير الانتحاري الباب لتخمينات عديدة حول الجهة الفاعلة، ففضلًا عن تنظيم الدولة الإسلامية الذي تمرّس وامتهن مثل هذا النوع من العمليات الانتحارية، هناك شكوك تتجه نحو النظام السوري الذي لطالما قام بتفجيرات وأرسل انتحاريين عبر جهات وسيطة لتفجير المعابر الحدودية الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، كذلك تتجه أصابع الاتهام لـ لميليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تخوض معارك مع (درع الفرات)؛ حيث منعها درع الفرات من إكمال مشروعها في السيطرة على الشمال السوري، وإكمال “كانتوناتها” التي تريد إقامة فيدرالية كردية فيها.