أعلنت فصائل عسكرية معارضة في درعا، جنوبي سورية، عن تفكيك ما يزيد على 15 عبوة ناسفة، كانت قد زُرعت على جوانب الطرقات العامة في مناطق متفرقة من المحافظة؛ بهدف استهداف شخصيات عسكرية من المعارضة، وزعزعة أمن المنطقة؛ ما شكّل تخوّفًا من اتساع انتشارها، خاصة بعد استهداف قيادات ومقاتلين في المعارضة خلال الأيام القليلة الماضية.
وأكّد الناشط ضياء الكركي أن المنطقة باتت تشهد انتشارًا كبيرًا للعبوات الناسفة ، وقال لـ (جيرون): “خلال يوم واحد استطاع الجيش الحر تفكيك ما يزيد على سبع عبوات، زُرعت على الطريق الواصل بين بلدات الكرك ورخم، والمعروف بأنه طريق تعتمد عليه قوات المعارضة في تنقلاتها”، مشيرًا بإصبع الاتهام إلى خلايا تابعة للنظام بأنها المسؤولة عن زرع تلك العبوات التي تستهدف عناصر وقياديين في الجيش الحر، معززًا اتهامه باعتراف النظام، وتبنيه للعمليات الأخيرة في المنطقة التي راح ضحيتها القيادي في “تجمع ألوية العمري” ملوح العايش، والقائد العسكري في “فرقة 18 آذار” حسام أبازيد، وما لا يقل عن 10 عناصر، راحوا ضحية زرع العبوات الناسفة وتفجيرها عن بعد”.
من جانبه، أعرب القيادي العسكري، رائد النصر الله، عن قناعته بأن “اتساع الرقعة المحررة، وعدم التدقيق في المداخل الرابطة مع مناطق النظام والتسلل منها، يشكل صعوبة على قوات المعارضة؛ لمعرفه الفاعلين بسهولة، إضافة إلى انتشار فوضى السلاح بكثرة، وسهولة بيعه وشرائه، يجعل من السهل على أي خليه تتبع النظام شراء السلاح من داخل المناطق المحررة، وشراء لوازم العبوات لإعدادها، دون معرفة هويتها؛ ما جعل فوضى انتشار السلاح أمرًا يصعب كبح هذه الظاهرة”.
وأيّد الناشط محمد المصري هذا المنطق، وقال: إن النظام “اعتمد منذ بداية الثورة السورية على زرع العملاء في مناطق المعارضة، ونتيجة تساهل الواقع الأمني لدى الجيش الحر، واتساع الرقعة المحررة في الجنوب، سهّل على تلك الخلايا التحرك وزرع العبوات الناسفة وتفجيرها، مشيرًا إلى أن النظام لا ينحصر استهدافه لشخصيات، فبمجرد أن المنطقة خارجة عن سيطرته يكون كل أهلها مستهدفين، لافتًا إلى أن النظام “استخدم الأسلوب ذاته قبل عامين، فزرع عبوات ناسفة في التجمعات المدنية والأسواق، كما حصل في سوق بلدة الجيزة بريف درعا الشرقي”.
بدوره، نبّه أبو محمود الحوراني، المتحدث باسم (تجمع أحرار حوران)، إلى “ضرورة أن تتخذ قوات المعارضة إجراءات جدية للحد من انتشار هذه الظاهرة، وملاحقة الخلايا، عبر عمل استخباراتي غير تقليدي، تُشارك فيه جميع الفصائل، كلّ في منطقته، ومضاعفة الجهد من خلال رصد ومتابعة تحركات قوات الأسد وعملائها كافة، داخل المناطق المحررة، والتي تنتهز أي ثغرة أو فرصة متاحة؛ لتنفيذ أعمالها التخريبية التي تسببت باستشهاد عديد القادة والمدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في درعا”.