تحقيقات وتقارير سياسية

تعنت روسي في سورية والساحة السياسية العالمية تضج بالاجتماعات

تزدحم الساحة السياسية اليوم باسم سورية، اجتماعات مكوكية، وتصريحات هجومية متبادلة، وسط ارتفاع منسوب الدم السوري المسفوك؛ فمن تثبيت روسيا رؤيتها العسكرية في سورية، إلى تعليق واشنطن للمحادثات مع موسكو، وانتهاء بالجهد الأوروبي الذي يسعى إلى تخفيف حدة الحرارة في الميدان السوري، وإقناع القطبين (الروسي – الأميركي) بإعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار في سورية.

قامت واشنطن بتعليق المحادثات الثنائية بينها وبين موسكو حول سورية، ذلك؛ بعد بدء روسيا ونظام الأسد حملة دموية شرسة ضد المدنيين في حلب، منذ يوم الخميس 22 أيلول/ سبتمبر، واستخدامهما الصواريخ الارتجاجية الفتاكة، وبحسب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، فإن تعليق المحادثات جاء نتيجة للقرار الروسي “الطائش غير المسؤول”، بربط مصالح موسكو وسمعتها بالأسد، موضحًا أن الأخير “رجل مسؤول عن تعذيب أكثر من عشرة آلاف شخص”.

واستنكر كيري الطريق الروسية قائلًا: إنها “غضت الطرف عن استخدام الأسد، المؤسف، لغاز الكلور والبراميل المتفجرة بصورة بشعة، وأنها تطبق سياسة الأرض المحروقة، بدلًا من الدبلوماسية”، مستعيدًا من التاريخ الفلسفي الروماني جملة “يجعلونها صحراء ويسمون ذلك سلامًا”.

في الأثناء، أكد مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن واشنطن تبحث “خيارات متعددة الأطراف، وأحادية للتعامل مع الحرب في سورية”.

وأوضح “تونر” أنه “في أعقاب انهيار المسعى الروسي الأميركي؛ لتحقيق وقف لإطلاق النار في سورية، فإن الولايات المتحدة تبحث مجموعة من الخيارات، إما بالعمل مع الدول الأخرى، أو بمفردها”.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، الثلاثاء الماضي، فإن من بين الخيارات المطروحة على طاولة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، استهداف الطائرات الحربية لنظام الأسد.

هذه التصريحات الأميركية التي تنمُّ عن استياء غير مسبوق من التصرفات الروسية، قابلها تحرك روسي عسكري جديد على الأراضي السورية، يعكس مدى الحزم الروسي بخصوص انتهاج الحل العسكري الدموي في سورية.

حيث قالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إنها قامت بنشر منظومة صواريخ (إس 300) في قاعدتها البحرية في طرطوس السورية، زاعمة أن الغاية من هذه الصواريخ هي “ضمان سلامة القاعدة البحرية”، بل وذهبت أبعد من ذلك، عندما استغربت من حالة القلق التي شكلها الخبر في نفوس قادة الغرب، قائلةً: “من غير الواضح لماذا سبّب نشر (إس 300) مثل هذا القلق بين شركائنا الغربيين”.

وفي السياق الروسي نفسه، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية التابعة لمجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، الإثنين الماضي: إن “المجلس سينظر في اتفاق نشر قوات روسية على أساس دائم في سورية، إذا صادق مجلس الدوما عليه”.

وسط هذا التراشق الكلامي الأميركي – الروسي، يُجري المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي مستورا، محادثات مكثفة مع الطرفين، ومع “فريقه والأطراف الأخرى المعنية بالأمر”، وفق المتحدثة باسمه، جيسي شاهين.

كما صرح مسؤول في وزارة الخارجية الألمانية أن مسؤولين من بلاده والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا سيجتمعون -الأربعاء- في برلين من أجل بحث “سبل حل الصراع السوري”. وبحسب صحيفة (تاغيستسايتونغ) الألمانية، فإن هذا الاجتماع يأتي ضمن الجهد الذي يبذله وزير الخارجية الألمانية، فرانك فالتر شتاينماير، من أجل تحقيق هدنة موقتة في سورية، تتمخض عن إيصال المنظمات الدولية لمساعداتها الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.

تُبدي الأوساط المتابعة للشأن السوري مخاوف عميقة من اشتداد حرارة الوطيس الروسي الأميركي على الأرض السورية؛ ما يجعل الأفق لوقف الدم السوري معدومًا، ويؤدي بالمنطقة والعالم إلى مرحلة تاريخية، ستغير وجه العالم والتوازنات الدولية إلى أجل غير مسمى.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق