قضايا المجتمع

المُبرمج خلدون سنجاب بطائرة خاصة إلى أبو ظبي

قامت سفارة الإمارات العربية المتحدة، بنقل المبرمج السوري خلدون سنجاب، الذي يُعاني من إعاقة دائمة، تستوجب رعاية ومتابعة طبية خاصة، حيث عانى خلدون من شلل في جميع أطرافه عام 1994، إثر حادث تعرض له، وهو يمارس السباحة على شاطئ مدينة طرطوس، وذلك منذ أن كان عمره 17 عامًا، مع تعطل وشلل في حركة الحجاب الحاجز؛ ما اضطره لاستعمال جهاز تنفس اصطناعي، وبذلك أصبح وجود التيار الكهربائي أمرًا حيويًا لبقائه على قيد الحياة.

ذكرت وكالات أنباء مختلفة أن خلدون قد نُقل مع أسرته مساء أمس (الخميس) بطائرة مُجهّزة طبيًا من مطار رفيق الحريري ببيروت، إلى مطار أبو ظبي، بناء على توجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهدة إمارة أبو ظبي.

وكان المبرمج السوري سنجاب قد تغلب على مرضه وإعاقته، من خلال ابتكاره لشاشة صغيرة يتحكم بها بلسانه، لنقل الأوامر إلى الكمبيوتر كما تعمل (الماوس)، وبذلك استطاع متابعة عمله بالبرمجة والتعامل مع لوحة المفاتيح عن طريق هذه الشاشة الصغيرة، ليقدم عدة برمجيات خاصة، وألعاب ثلاثية الأبعاد.

لجأ خلدون سنجاب إلى لبنان في آب/ أغسطس 2012، هربًا من الأوضاع القاسية التي أحاطت به في سورية بعد حرب النظام على شعبه، وانقطاع التيار الكهربائي باستمرار، لتزيد جرعة الآلام لهذا الشاب، مع معاناة التهجير واللجوء إلى خارج وطنه، بما يتضمنه ذلك من معاناة، وقد ناشدت أسرته المنظمات والهيئات -كثيرًا- لمساعدته خلال الأعوام الماضية، حيث غلاء المعيشة في لبنان وارتفاع أجرة السكن والخدمات الطبية واليومية وغيرها، وهي مشكلات يُعاني منها لبنان أصلًا، خاصة مع انقطاع التيار الكهربائي انقطاعًا متكررًا، ولكن بقيت تلك المناشدات دون أذن صاغية.

كان خلدون سنجاب يعمل من سريره المستلقي دائمًا عليه، مع عدة شركات عالمية للبرمجيات، وفي لبنان تقدّم بطلب مع أسرته عن طريق مفوضية الأمم المتحدة للاجئين؛ لأجل إعادة التوطين، لكن طلبه رُفض دون معرفة الأسباب، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء.

تم نُقل خلدون من مطار أبوظبي فور وصوله، إلى أحد المستشفيات، ووضع تحت إشراف فريق طبي لدراسة حالته ومتابعتها، يُشار هنا إلى أن عملية نقل هذا االشاب وأسرته إلى الإمارات العربية المتحدة، قد لاقت استحسانًا لدى كثير من السوريين، الذين تعاطفوا مع حالته، وكانوا عاجزين عن المساعدة بسبب ويلات الحرب، واهتمت صفحات التواصل الاجتماعي بهذا الخبر وتناقلته، كونهم شعب عانى بأغلبيته من مصائب مختلفة، ويدركون آلام بعضهم، حيث طالما ناشدوا العالم أن يلتفت لمعاناتهم، إذ أن الأسد ومن خلفه قد جعلوا سورية كلها في حالة شلل، وملايين السوريين أصبحوا ينتظرون وقفة ضمير.

يُذكر أن دولة الإمارات العربية قد أعلنت في أيلول/ سبتمبر الماضي، عن خطتها باستقبال 15 ألف لاجئ سوري، وذلك خلال خمس سنوات مقبلة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق