قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: إن المنظمة أرسلت هي وشركاؤها، قافلة من المساعدات الإنسانية إلى مدينة دوما السورية الواقعة في ضواحي دمشق، وأشار إلى أن هذه أول قافلة إنسانية تتوجه إلى دوما منذ 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث ستوصل الشاحنات المواد الغذائية والأدوية والمياه وغيرها من المواد الأساسية لـ 35 ألف إنسان.
في السياق ذاته، قال المهندس خليل عيبور، رئيس المجلس المحلي لمدينة دوما، إن “قافلة مساعدات إنسانية مقدمة من الأمم المتحدة، دخلت إلى مدينة دوما المحاصرة، في وقت متأخر من مساء الأربعاء الفائت، برفقة وفد من منظمة الهلال الأحمر السوري، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)”.
وأوضح لـ (جيرون) أن القافلة “تتألف من 44 شاحنة، محملة بالمواد الغذائية والطبية، إضافةً إلى مستلزمات مدرسية، وسيتم إفراغها في المدينة؛ تمهيدًا لتوزيعها على المواطنين داخل مدينة دوما”، لافتًا -في الوقت نفسه- إلى أن مدينة دوما “تلقت أول دفعة من المساعدات الغذائية في حزيران/ يونيو الماضي؛ إذ دخلت إلى المدينة قافلة مساعدات طبية واحدة فقط، فيما اقتصرت المساعدات الغذائية على باقي مدن وبلدات الغوطة الشرقية الأخرى دون دوما”.
وفيما يخص محتويات المساعدات المقدمة، أوضح عيبور أن القافلة “تكونت من 22 شاحنة تحوي حصصًا غذائية، و13 شاحنة محملة بأكياس الطحين، وشاحنة واحدةن أرسلها برنامج الأغذية، وصندوق الأمم المتحدة تحمل مواد تعقيم، ومجموعات لحالات الولادة الحديثة. كما دخلت أربع شاحنات محملة بالأدوية، أرسلتها منظمة الصحة العالمية، وثلاث شاحنات من منظمة (اليونيسف) تحتوي كتب التعليم الذاتي، وشاحنة واحدة من منظمة الصليب الأحمر الدولي، في داخلها أقراص كلور وأربع مضخات مياه”.
ووفقًا لعيبور، فإن قوات النظام “منعت دخول شاحنة خاصة بحليب الأطفال، وتزامن دخول القافلة مع قصف قوات النظام مدينة دوما، بقذائف المدفعية الثقيلة التي طالت الأحياء السكنية داخلها؛ ما أدى إلى نشوب حرائق داخل بعض الشقق السكنية”.
وكان من المفترض أن تدخل قافلة المساعدات إلى مدينة دوما، قبل أسابيع من الآن -نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي- إلا أنها لم تكمل مشوارها بعد توقيفها عند نقطة تفتيش تابعة لقوات النظام لمدة 7 ساعات، وعلى خلفية ذلك قررت منظمة الأمم المتحدة إلغاء عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
وعلى الصعيد الميداني، أفاد ناشطون محليون عن إحراز النظام بعض التقدم على محور الريحان بمسافة تمتد لنحو 1كم، وفرضت قواته سيطرتها على ملعب الريحان، ومزارع جديدة عدة، في إثر اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة في المنطقة (الثلاثاء)، وكانت قوات النظام قد سيطرت -قبل أيام- على مزرعة الخيول قرب بلدة الريحان، فيما تستمر محاولاتها للتقدم باتجاه تل كردي.
ويقطن في مدينة دوما الواقعة على بعد 10 كيلو متر من العاصمة دمشق، نحو 25 ألف عائلة، أو ما يقارب 125 ألف نسمة، تحاصرهم قوات النظام منذ عام 2012، مانعةً دخول المواد الغذائية إليهم، كما يتعرض سكانها إلى عمليات القصف بشكل مستمر؛ ما تسبب -في الآونة الأخيرة- بمقتل وجرح العشرات.