تحقيقات وتقارير سياسية

القلمون الشرقي: هدوء حذر وأنباء عن سحب (داعش) لآلياته

تشهد سلسلة جبال القلمون الشرقي، الممتدة نحو تدمر وسط سورية، هدوءًا حذرًا خلال الأسبوعين الفائتين، في المعركة الدائرة بين المعارضة السورية المسلحة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، منذ مطلع أيلول الفائت، بعد هجوم من الأخير على مقرات المعارضة في تلك الجبال؛ بغيةَ السيطرة عليها، إضافة إلى السيطرة على المدن المجاورة الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ عام 2014، وصولًا إلى الحدود السورية اللبنانية، وتعويض خسائره في الشمال السوري. وفقًا لمراقبين.

وترددت أنباء في الفترة الأخيرة عن قيام تنظيم داعش بسحب دباباته من منطقة النقب القريبة من منطقة البترا، بسبب الضغط الكبير عليه، لا سيما بعد بدء معركة الموصل العراقية وخسائره المتتالية من جراء عملية “درع الفرات” التي شنتها أنقرة بمشاركة قوات من المعارضة السورية في 24 آب /أغسطس الفائت في الشمال السوري، إلا أن المعارضة تستغل هذا الهدوء لإعادة ترتيب نفسها، وتجهيز عتادها تحسبًا لأي هجوم مباغت من التنظيم الذي يعتمد على الأمد الطويل في معاركه، وفق ما قال قيادي من كتائب “نصرة المظلوم” العاملة في القلمون الشرقي لـ (جيرون).

وأضاف القيادي أن “النظام لا يعترض التنظيم الذي ينطلق من منطقة المحسة في هجوماته على منطقة البترا، مرورًا بمحاذاة قطع عسكرية تابعة للنظام السوري، منها 555 ومطار الناصرية”، وأردف:”عناصر للتنظيم من أبناء المنطقة في صفوفه، هم من يساعدونه في جغرافية الجبال التي تدور فيها المعارك خلال هجماته التي يشن أغلبها في ساعات الليل، مستغلًا الظلام”.

من جهته، قال الإعلامي عمار أبو ياسر لـ (جيرون): إن “المعارضة تعمد إلى التوقيف الاحترازي للمشكوك في أمره أنه خلايا نائمة للتنظيم في المدن المجاورة لجبل البترا، وتضع الموقوفين في مكان أعد خصيصًا لهم”.

ونفى أبو ياسر الأنباء التي ترددت في الآونة الأخيرة عن استخدام التنظيم للغازات السامة في معركته مع المعارضة، وأكد أن هذه القنابل التي ألقاها التنظيم هي قنابل دخانية، تستخدم في المعارك؛ لتحديد موقع الإصابة، وأضاف “العشرات من عناصر التنظيم لقوا حتفهم خلال الشهرين الفائتين، إضافة إلى خسارة عدد من العتاد والآليات، فيما قتل للمعارضة قرابة العشرين، إضافة إلى عدد من المصابين”.

وأردف أبو ياسر قائلًا: إن التنظيم “يتلقى المؤازرات بالأفراد والعتاد من مدينة الرقة، المقر الرئيس له في سورية، إلى منطقة السخنة في ريف حمص الشرقي، آخرها رتل عسكري مؤلف من 15 آلية؛ لمساندة عناصره في معركة القلمون وفق الأنباء التي ترددت”.

كما قال القيادي في كتائب نصرة المظلوم: إن التنظيم يسيطر على مناطق عدة في جبال القلمون، منها النقب وبير الأفاعي والبيَارة والجبل الشرقي والمحسة القريبة التي ينطلق منها في هجوماته.

وأشار إلى أن المعارضة في القلمون الشرقي متمثلة بأحرار الشام وكتائب أحمد العبدو وتحرير الشام وفيلق الرحمن، وكتائب نصرة المظلوم وغيرها تعاني من نقص في الذخيرة والعتاد، ولا سيما بعد قطع طريق الإمداد (الأردن) إثر سيطرة التنظيم على الجبل الشرقي.

وتعيش مدن القلمون الشرقي، المجاورة لسلسلة الجبال التي تدور فيها المعارك، تحت سيطرة المعارضة المسلحة منذ عام 2014، هدنًا مع قوات النظام يلتزم فيها الطرفان بعدم قصف بعضهما بعضًا، إلا أن هذه الهدن شهدت خروقات متكررة أسفرت عن مقتل مدنيين، كان آخرها في مدينة جيرود التي قتل فيها ما يقارب الـ 50 مدنيًّا في يوم واحد بغارات النظام وبراميله المتفجرة، بعد إقدام عناصر من المعارضة المسلحة بقتل طيار تابع للنظام، سقطت مروحيته قرب المدينة، بعد إصابتها بنيران قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش إنها من أحد عناصر التنظيم.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق