اقتصاد

كوارث الحل “الأمني” في سورية تصب منافع اقتصادية في طرطوس

كانت رحلات قطار دمشق وادي بردى إلى الزبداني الذي يصل إلى الحدود اللبنانية، خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين، ما تزال تتعرض -دائمًا- إلى وابل من الحجارة، يطلقها الأطفال الصغار باتجاه قطار النزهة!

لم يكن مفهومًا للسوريين الذين ولدوا في ستينيات القرن الماضي، وما بعد، السلوك العدائي لأبناء القرى السورية تجاه حركة القطارات العامة، وبخاصة في قرى وادي بردى، إلى أن توضحت لهم الصورة الدموية لخارطة بلداتهم المنكوبة، والتي رسمها الجيش السوري وقوات المرتزقة المتعاقدة مع الحكومة السورية.
كان القطار في تلك الذاكرة السورية المخبأة رمزًا لنقل جنود الاحتلال ومعداته و مدافعه وذخائره، وأعاد الجيش السوري على امتداد سنوات الثورة الشعبية، منذ منتصف آذار/ مارس 2011، رسم صورة وحشية للجنود الذين يزرعون الموت في خدمة “الحرامية” الذين خبرهم السوريون طوال العقود الستة للحكم العسكري، الذي أوصل البلاد إلى هذه الحرب التي دمرت معظم المدخرات السورية، ومعظم القيمة التراكمية للثروات السورية، ودمرت جزءًا مهمًا من الروح الوطنية التي كانت تسود البلاد بشكل أو بآخر.

مع استمرار عمليات تدمير سورية تدميرًا ممنهجًا، تتواصل خسائر قطاع النقل في سورية تواصلًا تراكميًا، يُهدد بانهيار أسس البنية التحتية، بما يعيد قطاع النقل في سورية الداخلية إلى أيام الحرب العالمية الأولى، وتظهر مشاهد الطنابر والدواب في الصور الواردة من القرى والبلدات السورية الداخلية التي يفرض الجيش السوري والمرتزقة العاملة معه والطيران الروسي مخاطر مميتة على حركة آليات النقل، حتى التابعة منها لقوافل الإغاثة.

ساهمت القوة النارية للجيش السوري بصورة رئيسة في توجيه أقسى الضربات للجسور الواقعة في المنطقة الشرقية، فيما ركّز الطيران الروسي هجماته النارية على شبكة الطرق في سورية الوسطى، ووجه طيران الولايات المتحدة ودول التحالف ضربات مدمرة لشبكة الجسور الممتدة على ضفتي الفرات في محافظتي الرقة ودير الزور.

تؤكد مصادر عليمة في وزارة النقل في حكومة النظام أن نسبة 15 بالمئة من إجمالي الخطوط الحديدية جاهزة للعمل، وأن ثلاثة محاور فقط، من أصل ثلاثة عشر محورًا تعمل عليها شبكة الخطوط الحديدية، والبالغ طولها نحو 2841 كم، فإن ثلاثة محاور -فقط- هي الجاهزة فنيًا وأمنيًا، وطول خطوطها يصل الآن إلى 259 كم”.

تعرضت شبكة السكك الحديدية إلى انهيار كلي منذ نهاية عام 2011، إذ توقفت عمليات النقل بالسكك الحديدية داخل سورية الداخلية والشمالية والشرقية، وتوقفت توقفًا كاملًا حركة النقل بالسكك الحديدية  إلى العراق وتركيا، عبر كل النقاط الحدودية، كما توقفت عمليات النقل عبر الخط الحديدي الحجازي توقفًا كاملًا؛ نتيجة الخيار العسكري، أو ما يدعوه النظام بالخيار الأمني، الذي يوضح من اسمه أن المؤسسة الاستخباراتية هي التي أوصلت الحال السوري إلى هذا الوضع، وهي صانعة المستقبل الذي يحاول فرضه على أغلبية السوريين، وأعيد وضع قطار دمشق – الربوة الذي لا يتجاوز مساره خمسة كيلومترات، في الأول من أيار/ مايو العام الماضي بعد توقفه لأكثر من أربع سنوات.

الخطوط الحديدية السورية تنقل أسطولها ومستودعاتها إلى طرطوس

وسط إجراءات أمنية مشددة على الأرض، ومن الجو، تحركت أول رحلة لقطار سوري بين طرطوس وحمص قبل عشرة أيام، بعد توقف استمر نحو خمس سنوات، وكانت الشحنة التي يحملها القطار معدات كهربائية، شملت محولات وأبراجًا.

أظهر مسؤولون في قطاع السكك الحديدية السورية في تصريحات إعلامية أن التكاليف الأمنية للنقل بالسكك الحديدية أصبحت أقل بكثير من نظيرتها البرية، وأن النقل السككي أكثر توفيرًا للوقت والمال، وسط انعدام الأمن على الطرقات العامة، وانتشار قوى المرتزقة على حواجز التفتيش والمراقبة التي وزعها النظام على جميع الطرق التي يسيطر عليها.

تُجري الخطوط الحديدية السورية -الآن- عمليات تغيير في خطوط السكك؛ لإبعادها عن دوائر خطر الاستهداف، ومنها تفريعة سككية من مقالع البحص في حسياء، جنوب حمص، إلى محطة قطينة، غرب حمص؛ لنقل الإحضارات الحصوية إلى المنطقة الساحلية، وكذلك تنفيذ تفريعة سككية من محطة خنيفيس الجديدة، شرق حمص، إلى المدينة الصناعية بحسياء، جنوب حمص.

وكانت الحكومة السورية قد نقلت معظم القاطرات والعربات من معظم المحافظات السورية إلى طرطوس واللاذقية، مع بدء الثورة السورية، وبينما توقفت حركة القطارات في سورية توقفًا كليًا، ازداد نشاط النقل السككي بين طرطوس واللاذقية، وصارت الخطوط الحديدية السورية تشغّل أربع رحلات للقطارات النظامية بين المدينتين، إضافة إلى أربع رحلات “للترين سيت”، وعدد من رحلات القطارات السريعة، وبأسعار تشجيعية، وفقًا لكل بيانات المؤسسة العامة للسكك الحديدية السورية.

كما نقلت الخطوط الحديدية السورية التي تتخذ من حلب مقرًا لإدارتها العامة، معظم محتويات المخازن العامة للخطوط الحديدية، والمواد والقطع التبديلية اللازمة، من حلب إلى طرطوس، وأُصلحت وجُهّزت بعض العربات التي كانت متوقفة ومتضررة في محطتي حمص واللاذقية، وسُحبت العربات إلى طرطوس تباعًا، وأُصلح المتضرر منها؛ للعمل على محور اللاذقية – طرطوس، الذي ازدهر العمل عليه، فيما توقفت باقي المحاور في البلاد.

 

(*) مرفق جدول توضيحي

 

نقليات الركاب والبضائع بالسكك الحديدية
Transportation of passengers and goods by railways
السنواتعدد الركاب

(بالالف)

 

(بالالف)

عدد الركاب

الكيلومتري

كمية البضائع

بالألف

كمية البضائع

الكيلومترية

YearsNo. of passengers (000)No.of passengers per KilometerGoods (000)Goods per Kilometer
19701113864591406101637
197512921355981046152368
198014493818312455577764
1985365794425745501251270
19904302113992652361264973
1995181549831143181284824
1996168945388646551863947
1997113229412649391472015
199890418157549831430307
199984818713854451577116
200085919646156311568378
2001126130692952971492404
2002142938432129271813835
2003192252535764141884661
2004230369191672321922829
2005201260697281872255826
2006214865860587522458088
2007249674428794502550742
20083369112014693072370473
20093676122409888422263236
20103587119510085782196017
2011194263748270211834461
20122765979192120866

 

(*) الجدول من بيانات وزارة النقل.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق